بمناسبة اليوم الدولي للتنوع البيولوجي، شهدت العاصمة التونسية افتتاح أول سوق فلاحية مخصصة للمنتجات المحلية والمستدامة تحت اسم “السوق الفلاحية التونسية”. وتمثل هذه المبادرة خطوة جديدة ضمن توجه عالمي متزايد نحو دعم سلاسل الإنتاج القصيرة والحفاظ على التنوع البيولوجي.
ويأتي هذا المشروع نتيجة تعاون مشترك بين عدد من الأطراف الفاعلة في المجالين الزراعي والمؤسسي، من بينها وزارة الخارجية الإيطالية، والمركز الدولي للدراسات الزراعية المتوسطية العليا في باري (CIHEAM Bari)، وتحالف أسواق المزارعين العالمي، ومؤسسة “كامبانيا أميكا”، بالشراكة مع الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري (UTAP) ومجموعة من المنتجين المحليين.
ابتداءً من كل يوم سبت، سيعرض حوالي ثلاثين فلاحاً – بينهم عدد كبير من النساء – منتجاتهم الطازجة والموسمية في السوق، والتي تُزرع بطرق تحترم البيئة وتراعي معايير الاستدامة. ويهدف المشروع إلى تشجيع نمط إنتاج واستهلاك مسؤول، يعزز من مكانة الفلاحة البيولوجية في تونس.
وتندرج هذه المبادرة ضمن “خطة ماتّيي”، وهي برنامج تعاون إيطالي يهدف إلى الترويج للممارسات الزراعية الجيدة، وعلى وجه الخصوص الزراعة العضوية في تونس. ومن خلال دعم صغار المنتجين وتشجيع الإنتاج المحلي، يساهم المشروع في بناء نموذج غذائي أكثر مرونة وأقل اعتماداً على الاستيراد.
وقد تولى تمويل المشروع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية عبر CIHEAM Bari، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذه المبادرات في دعم التنمية الريفية في تونس. فالسوق لا يقتصر دوره على الترويج للمنتجات المحلية، بل يخلق منصة للتبادل المباشر بين الفلاح والمستهلك، ويعزز من وعي الجمهور بقضايا الاستدامة الغذائية.
وبهذا الانضمام، تلتحق تونس بشبكة دولية لأسواق المزارعين، ما يمثل تقدماً ملموساً نحو نمط استهلاك أكثر صحة، واقتصاد محلي أكثر صلابة، وزراعة أكثر عدلاً واحتراماً للأنظمة البيئية
