نهاية عصر: المراهقون الأستراليون يودّعون وسائل التواصل مع بدء الحظر

0
4
حظر وسائل التواصل للمراهقين الأستراليين يبدأ
حظر وسائل التواصل للمراهقين الأستراليين يبدأ

في لحظة يصفها البعض بـ”النهاية”، بدأ حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للمستخدمين دون سن 16 عاماً في أستراليا، مما أثار موجة من الحزن والوداعات العاطفية بين الشباب. دخل الحظر حيزه التنفيذي فجر الأربعاء 10 ديسمبر 2025، وهو أول حظر من نوعه عالمياً يستهدف منصات عملاقة مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام، وسط مخاوف من مخاطر الوقت المطوّل أمام الشاشات.

أفادت الحكومة الأسترالية أن حوالي 200 ألف حساب تم إغلاقه بالفعل على تيك توك، مع مئات الآلاف الأخرى في طريقها للحظر خلال الأيام القادمة، مما يؤثر على نحو مليون مستخدم شاب. وفي ساعات الوداع الأخيرة، غمرت المنصات الرسائل الحزينة والفكاهية، حيث نشر المراهقون مقاطع فيديو لساعات معدودة، مرفقة بأغانٍ حزينة مثل “سكايفول” لأديل، مع تعليقات مثل “سأفتقدكم كثيراً” أو “وداعاً، أراكم في الجانب الآخر”.

ردود الفعل العاطفية: من الدموع إلى الغضب

سيطر الشعور بالفقدان على الشباب الأستراليين، الذين رأوا في هذه المنصات جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية. في ملبورن، نشر جوش بارتينغتون، صانع محتوى يبلغ 29 عاماً ويمتلك أكثر من 75 ألف متابع على تيك توك، رسالة وداع: “سأفتقدكم جميعاً، خاصة المحتوى الطريف. أراكم بعد بضع سنوات، لكنني لا أعرف إن كان حسابي سيبقى قائماً”. أما على ريديت في subreddit r/teenagers، فكتب مراهق أوتيستي يبلغ 13 عاماً: “أنا محطّم، قائمة تشغيلي البالغة 1400 أغنية على يوتيوب ستُحذف، وكذلك ريديت. ليس لديّ أصدقاء… سأكون وحيداً تماماً لثلاث سنوات حتى أبلغ 16”.

لم يقتصر الوداع على المراهقين؛ بعض البالغين شاركوا في الاحتفاء الأخير، مع منشورات تحريرية للميمات المفضلة، ودعوات للانتقال إلى منصات بديلة مثل يوب، ليمون8، وكوفرستار، التي لم تُشمَل بعد بالقانون. ومع اقتراب منتصف الليل، نشر آخرون مقاطع فيديو لساعات عداد تنازلي، مصحوبة بكلمات: “وداعاً، أراكم في الجانب الآخر”.

أثار الحظر غضباً سياسياً أيضاً، حيث خسر رئيس الوزراء أنطوني ألبانيز 6000 متابع على تيك توك وإنستغرام منذ الثلاثاء، مع تعليقات مثل “انتظروا حتى نتمكن من التصويت” على حسابه.

دعم جزئي وسط الاحتجاجات: آراء متباينة بين الشباب

رغم الغضب السائد، أبدى بعض المراهقين دعماً للحظر، معتبرينه خطوة إيجابية للحد من الإدمان على الشاشات. كتب أحد مستخدمي تيك توك: “بصراحة، حظر وسائل التواصل ربما للأفضل بالنسبة لنا. كل ما نفعله هو الجلوس خلف الشاشة لساعات”. هذا التناقض يُبرز الجدل حول الحظر، الذي يُرى كحماية للصحة النفسية مقابل فقدان حرية التعبير الرقمي.

تنفيذ الحظر: غرامات هائلة وتحديات تقنية

يفرض القانون على المنصات العشر الكبرى، بما في ذلك تيك توك ويوتيوب التابع لألفابت، وإنستغرام وفيسبوك التابعين لميتا، حظراً فورياً على المستخدمين دون 16 عاماً، مع غرامات تصل إلى ملايين الدولارات في حال الإخلال. بدأت المنصات بالفعل في إغلاق الحسابات، مع إشعارات التحقق من العمر على تطبيقات مثل سناب شات، التي تُعرض على الهواتف للتأكيد.

يُوصف الحظر بأنه “أول من نوعه عالمياً”، وقد أثار حملة دولية للحد من مخاطر وسائل التواصل على الشباب، لكنه أيضاً يُثير مخاوف بشأن الخصوصية والوصول إلى المعلومات. وفي أستراليا، أدى إلى فقدان متابعين للقادة السياسيين، مما يُشير إلى تأثيره الواسع على الحياة الرقمية.