أعلنت وزارة الكفاءة الحكومية الأمريكية، عبر بيان نشرته على منصة “X”، أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قرر إلغاء 139 منحة خارجية وُصفت بـ”عديمة الفائدة”، تبلغ قيمتها الإجمالية 215 مليون دولار، كانت مخصصة لعدد من الدول، من بينها تونس، بالإضافة إلى بريطانيا، بلغاريا، مولدوفا، موريتانيا، لبنان، أوزبكستان، البرازيل وبيلاروس.
ويأتي هذا القرار في إطار ما وصفته الوزارة بـ”مراجعة شاملة” للمساعدات الخارجية التي تقدمها وزارة الخارجية الأمريكية، في ظل سياسة التقشف وإعادة توجيه الموارد نحو الأولويات الداخلية للولايات المتحدة.
ووفقًا لما نقلته صحيفة واشنطن بوست في وقت سابق من الأسبوع، فإن إدارة الرئيس دونالد ترامب تخطط لتخفيض ميزانية وزارة الخارجية الأمريكية إلى ما يقرب من النصف، في خطوة تهدف إلى تقليص الإنفاق الخارجي بشكل جذري. وتشير الوثائق المسربة إلى أن البيت الأبيض اقترح تخصيص 28.4 مليار دولار فقط لوزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أي بتراجع يقارب 48% عن الميزانية السابقة التي صادق عليها الكونغرس لعام 2025.
ويُذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة التنمية الدولية بدأتا منذ تولي ترامب للرئاسة عملية تدقيق واسعة في نفقات المساعدات الدولية، وذلك في إطار استراتيجية لتقليص الهدر وتحقيق “كفاءة إنفاق قصوى”. وقد جاء هذا التوجه بناءً على توصية من وزير الكفاءة الحكومية إيلون ماسك، الذي اقترح أيضًا تعليق أنشطة وكالة التنمية الدولية بشكل مؤقت بهدف إعادة هيكلتها وتنظيم أولوياتها.
هذه الخطوة تعكس تغييرًا جذريًا في السياسة الخارجية الأمريكية، تقوم على تقليص المساعدات غير المباشرة والتركيز على ما تعتبره واشنطن مصالح حيوية أكثر وضوحًا، وهو ما قد يؤثر على الدول المستفيدة، ومنها تونس، التي تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية متزايدة وتراهن في جزء من برامجها التنموية على الشراكة الدولية.
