كشف الدكتور الحبيب السخيري، رئيس قسم أمراض الكلى بالمستشفى الجامعي بالمنستير ورئيس الجمعية التونسية لأمراض الكلى وتصفية الدم وزرع الكلى، عن معطيات خطيرة بخصوص واقع مرض الكلى في تونس، مشيرًا إلى أن واحدًا من كل عشرة تونسيين يعاني من مرض على مستوى الكلى، وهو ما وصفه بـ”المعطى المفزع”، رغم أن ذلك لا يعني بالضرورة الإصابة بالفشل الكلوي.
وأوضح السخيري في تصريح إعلامي، يوم الاثنين 14 أفريل 2025، أن هناك أكثر من 14 ألف مريض في تونس يخضعون حاليًا لعمليات غسل الكلى بصفة منتظمة، وأن نحو 30% منهم في حاجة إلى زرع كلى، بينما يتجاوز عدد الأشخاص المسجلين في قائمة انتظار متبرعين 1500 مريض.
مرض صامت وخطر متزايد
وأشار السخيري إلى أن مرض الكلى يُعد من الأمراض الصامتة، حيث لا تظهر أعراض واضحة في مراحله الأولى، ما يزيد من خطورته، مؤكدًا أهمية التقصي المبكر عبر التحاليل الدورية، خاصة لمن يعانون من عوامل خطورة.
وعدّد السخيري أبرز المسببات التي تؤدي إلى أمراض الكلى، منها:
- السكري وارتفاع ضغط الدم
- السمنة والتقدم في السن
- التدخين
- تناول الأدوية دون وصفة طبية
كما دعا إلى مزيد من الوعي بخطورة هذه العوامل، مشيرًا إلى أن التدخل الوقائي يمكن أن يحد بشكل كبير من تطور المرض إلى مراحل حرجة.
دعوة لتوسيع التغطية الصحية
في سياق متصل، طالب الدكتور السخيري الصندوق الوطني للتأمين على المرض (الكنام) بتوسيع قائمة الأمراض التي يشملها التكفل، وعدم الاقتصار على مرض الفشل الكلوي فقط، لافتًا إلى أن الكثير من المرضى يُواجهون صعوبات في تحمل كلفة العلاج.
مؤتمر علمي يجمع الخبراء من إفريقيا والعالم
وفي خطوة لدعم البحث وتبادل الخبرات، أعلنت الجمعية التونسية لأمراض الكلى عن تنظيم المؤتمر الإفريقي والوطني لأمراض الكلى وتصفية الدم وزرع الكلى بالعاصمة التونسية، في الفترة من 15 إلى 18 أفريل الجاري، بمشاركة أكثر من 700 مختص من بينهم 197 محاضرًا، وذلك لمناقشة أحدث المستجدات العلمية في مجال أمراض الكلى وسبل الوقاية والعلاج.