أزمة في الفضاء: مجموعة Starlink تفقد قمراً صناعياً يومياً وتهدد الغلاف الجوي

0
11
Starlink تفقد قمراً يومياً: تهديد للغلاف الجوي والمدارات
Starlink تفقد قمراً يومياً: تهديد للغلاف الجوي والمدارات

تواصل شركة SpaceX توسيع شبكة أقمارها الصناعية Starlink، التي تهدف إلى توفير الإنترنت عالي السرعة عالمياً، لكن هذا الطموح يأتي بتكلفة بيئية وفضائية كبيرة. حذّر عالم الفلك جوناثان ماكدويل من مركز هارفارد-سميثسونيان للفيزياء الفلكية من أن مجموعة Starlink تفقد قمرًا صناعيًا أو اثنين يوميًا، إما بحتراقه في الغلاف الجوي أو سقوطه على الأرض. ويتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى خمسة أقمار يوميًا بحلول السنوات القادمة، خاصة مع انضمام مشاريع أخرى مثل Amazon Kuiper ومجموعات الأقمار الصينية.

حجم المشكلة: أرقام مذهلة

منذ إطلاق برنامج Starlink في 2019، أرسلت SpaceX حوالي 10,000 قمر صناعي إلى المدار الأرضي المنخفض، منها 8,500 قمرًا نشطًا حاليًا، بينما خرج الباقون من الخدمة أو احترقوا في الغلاف الجوي. تدور هذه الأقمار على ارتفاع 550 كيلومترًا، لكنها تفقد ارتفاعها تدريجيًا بسبب مقاومة الغلاف الجوي، لتعود في النهاية إلى الأرض. غالبًا ما تحترق الأقمار بالكامل، لكن أجزاء صغيرة قد تصل إلى السطح، مما يثير مخاوف أمنية وبيئية.

العوامل المؤثرة: العواصف الشمسية والنفايات الفضائية

يُعد النشاط الشمسي أحد العوامل الرئيسية التي تُسرّع من سقوط الأقمار الصناعية. خلال العواصف الجيومغناطيسية، تتوسع الطبقات العليا من الغلاف الجوي، مما يزيد مقاومة الهواء ويؤدي إلى فقدان الأقمار لارتفاعها بشكل أسرع. في فبراير 2022، خسرت Starlink حوالي 40 قمرًا صناعيًا بسبب عاصفة شمسية واحدة، مما يُبرز هشاشة هذه الأنظمة.

إلى جانب ذلك، يتزايد خطر التصادمات في المدار المنخفض. مع وجود أكثر من 27,000 جسم مدارِي حاليًا، يُنتج كل تصادم نفايات فضائية إضافية، مما يزيد من احتمال ظاهرة “كيسلر”، وهي سلسلة من التصادمات المتتالية التي قد تجعل المدار غير صالح للاستخدام.

التأثير البيئي: تهديد للغلاف الجوي

تشير دراسة أمريكية إلى أن احتراق الأقمار الصناعية يُنتج جزيئات أكسيد الألمنيوم التي تتراكم في الطبقات العليا من الغلاف الجوي (الميزوسفير والثيرموسفير). بحلول عام 2040، قد تصل كمية أكسيد الألمنيوم المنبعثة إلى 10,000 طن سنويًا، مما يُسبب تسخيناً بمقدار 1.5 درجة مئوية في هذه الطبقات، وربما يؤثر على العمليات الكيميائية في طبقة الأوزون. يبلغ وزن قمر Starlink النموذجي حوالي 250 كجم، يُنتج منه 30 كجم من أكسيد الألمنيوم عند الاحتراق، مما يُفاقم المشكلة مع خطط توسيع المجموعة إلى 30,000 قمر.

الحلول المطلوبة: تنسيق دولي

رغم وجود توصيات دولية للتخلص الآمن من الأقمار الصناعية، لا توجد لوائح ملزمة عالمياً. يدعو ماكدويل وخبراء آخرون إلى نهج دولي منسق لمراقبة سلامة المدارات وتقليل التأثيرات البيئية، خاصة مع خطط إطلاق أكثر من 50,000 قمر صناعي إجمالاً من مشاريع متعددة بحلول 2030.