تخطط أمازون لأتمتة أكثر من 75% من عملياتها بحلول عام 2033 مع استبدال تدريجي لمئات الآلاف من الوظائف بأنظمة آلية تطلق عليها الآن “تقنيات متقدمة” أو “كوبوتات”.
وفق تسريبات وثائق داخلية تستهدف الشركة إلغاء ما يصل إلى 600 ألف وظيفة ضمن استراتيجية لرفع الكفاءة. رغم نفي ممثلي أمازون أي نية لتسريح واسع للموظفين وقولهم إن “تسريب الوثائق يقدم صورة غير مكتملة ومضللة” فإن الواقع يؤكد تقدم الأتمتة بوتيرة سريعة غير مسبوقة.
يعمل حالياً أكثر من ألف روبوت في أحد المستودعات في لويزيانا حيث يتولون الجزء الأكبر من مهام التغليف والشحن مما أدى إلى خفض الاعتماد على العمالة البشرية بنسبة 25%. وبحلول 2027 قد يتحول أكثر من 40 مركز لوجستي إلى نموذج مشابه.
تؤكد أمازون أنها تعمل على خلق فرص عمل جديدة في مجال صيانة الروبوتات التي تتطلب مهارات متخصصة لكنها لا تستدعي أعداداً كبيرة من العمال اليدويين.
تحاول الشركة تعديل خطابها حول الأتمتة باستبدال مصطلحات مثل “روبوت” أو “ذكاء اصطناعي” بـ”تقنيات متقدمة” أو “كوبوتات” أي روبوتات تعاونية تركز على الشراكة بين الإنسان والآلة. تهدف هذه التحويلات اللغوية إلى تلطيف ردود الفعل العامة وتقليل المخاوف من فقدان الوظائف.
يرى المحللون أن الانتقال إلى الأتمتة قد يؤثر بشكل غير متوازن على الفئات الاجتماعية الأقل حماية حيث تشكل غالبية العاملين في المستودعات من السود أو اللاتينيين. في المقابل تبقى الأتمتة مغرية للمستثمرين إذ لا تشكل الروبوتات نقابات ولا تشن إضرابات.
وقال المحلل جاستن بوست: “تحول أمازون من التوسع إلى الكفاءة”. تسعى الشركة التي لا تزال ثالث أكبر صاحب عمل في الولايات المتحدة إلى الحفاظ على وتيرة نموها مع تقليل التكاليف. وفق تقديراتها بحلول 2033 قد تتضاعف مبيعاتها مع تولي الآلات الجزء الأكبر من العمل.
