أعلنت شركة أوبن إيه آي عن إصدار نموذجها المتطور الجديد GPT-5.2، الذي يُعدّ النسخة الأكثر تطوراً في سلسلة الذكاء الاصطناعي للاستخدامات المهنية والمؤسسية. ويأتي هذا الإطلاق في ظل تصاعد المنافسة الشديدة مع جوجل، خاصة بعد إصدار نموذج جيميناي 3 برو الذي سيطر على معظم الاختبارات القياسية، مما دفع المدير التنفيذي سام ألتمان إلى إعلان حالة “الطوارئ” الداخلية في الشركة.
يتوفر GPT-5.2 حالياً لمستخدمي تشات جي بي تي المدفوعين وللمطورين عبر واجهة البرمجة التطبيقية (API)، مقسّماً إلى ثلاثة إصدارات مخصصة لتلبية احتياجات مختلفة:
- الإصدار Instant: يركز على المهام اليومية السريعة، مثل البحث عن المعلومات وصياغة النصوص، ليوفر استجابات فورية دون تعقيدات.
- إصدار Thinking: مُصمّم للعمليات المعقّدة والمنظّمة، بما في ذلك البرمجة وتحليل المستندات والحسابات الرياضية، ليُعالج التحديات التي تتطلب تفكيراً منطقياً عميقاً.
- إصدار Pro: يهدف إلى أعلى مستويات الدقّة والموثوقية، خاصّة في المهام الحرجة التي لا تتسامح مع الأخطاء.
أوضحت فيجي سيمو، المديرة الرئيسية للمنتجات في أوبن إيه آي، أن هذا النموذج صُمّم خصيصاً لتحقيق فائدة عملية ملموسة. وأشارت إلى أن GPT-5.2 يتفوق في إنشاء الجداول والعروض التقديمية وكتابة البرمجيات وتحليل الصور والتعامل مع السياقات الطويلة وإدارة المشاريع متعدّدة الخطوات. وفقاً للتقييمات الداخلية، يُحقّق إصدار Thinking تفوّقاً على جيميناي 3 برو وكلود أوبوس 4.5 في سلسلة من الاختبارات المتعلقة بالتفكير المنطقي، خاصّة في تطوير البرمجيات والمعايير العلمية.

خلفية الإطلاق: “رمز أحمر” داخلي ومنافسة مع جوجل
يأتي إطلاق GPT-5.2 في سياق ضغوط تنافسية مكثّفة، حيث أدّى إصدار جيميناي 3 برو من جوجل في منتصف نوفمبر إلى صدارة تصنيف LMArena في معظم المقاييس (باستثناء البرمجة)، مما أثار مخاوف أوبن إيه آي من خسارة حصّتها السوقية. وفي وقت سابق، أفادت تقارير بأن ألتمان أعلن “رمز أحمر” داخلياً لإعادة توجيه الموارد نحو تحسين النماذج، مع إمكانية تأجيل GPT-5.2 لمزيد من التعديلات. لكن الشركة اختارت الإسراع بالإصدار لتعزيز وجودها في القطاع المؤسسي، رغم انخفاض حركة المرور على تشات جي بي تي بنسبة 6% في الأسابيع الأخيرة.
جوجل جيميناي 3 برو: نهاية عصر الروبوتات وصعود الوكلاء الذكيين؟
في الوقت نفسه، يُعدّ إصدار جوجل جيميناي 3 برو خطوة نحو عصر جديد من الوكلاء الذكيين، حيث يُتفوق في المهام التحليلية والبرمجية، مع دمج أعمق في منتجات جوجل مثل البحث والمالية والتطبيقات. ويُتوقّع أن يُغيّر هذا النموذج ديناميكية السوق، خاصّة مع أدائه القياسي في اختبارات مثل GPQA Diamond (91.9%) وAIME 2025 (95% بدون أدوات)، مما يُهدّد بإنهاء هيمنة روبوتات الدردشة التقليدية.
مقارنة سريعة: GPT-5.2 مقابل جيميناي 3 برو
- البرمجة (SWE-Bench Pro): GPT-5.2: 55.6% | جيميناي 3 برو: 43.3%
- التفكير المنطقي (ARC-AGI-1): GPT-5.2: 86.2% | جيميناي 3 برو: 75%
- العلوم (GPQA Diamond): GPT-5.2: 92.4% | جيميناي 3 برو: 91.9%
- الرياضيات (AIME 2025): GPT-5.2: 100% | جيميناي 3 برو: 95%
يُظهر هذا الإطلاق أن سباق الذكاء الاصطناعي يدخل مرحلة جديدة، حيث تُركّز أوبن إيه آي على الاستخدامات المهنية لاستعادة الريادة، بينما تُوسّع جوجل دمجها في الخدمات اليومية.







