شهدت جولة “الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة المبتكرة” في نسختها لعام 2025 نجاحًا كبيرًا كمحرك لتعزيز ريادة الأعمال في تونس. انطلقت الفعاليات من بنزرت مرورًا بالقيروان وصفاقس ووصولًا إلى قابس، بتنظيم من صندوق الودائع والأمانات وبشراكة مع سمارت كابيتال ودعم من البنك الدولي. جمعت الجولة بين الشركات الناشئة والمستثمرين والفاعلين الرئيسيين في النظام البيئي لريادة الأعمال.
بنزرت: تكامل بين التقاليد والحداثة
بدأت الجولة من بنزرت، حيث يجتمع الحراك الصناعي مع إمكانيات تكنولوجية واعدة. سلطت هذه المرحلة الضوء على الفرص التي يقدمها الولاية في مجالات استراتيجية مثل التكنولوجيا الزراعية والاقتصاد الدائري والتقنيات الخضراء. ركزت النقاشات على أهمية الدعم المخصص وتسهيل الوصول إلى التمويل لتمكين الشركات الناشئة المحلية من تحقيق نمو مستدام.
القيروان: ملتقى بين التراث والابتكار
في القيروان، لم يقف التراث التاريخي عقبة أمام تقدم الابتكار. بفضل التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والحاضنات والمستثمرين، تبرز المدينة كلاعب رئيسي في تطوير الطاقات المتجددة والحلول الرقمية. أكد الحضور على ضرورة تعزيز فرص التمويل للرواد المحليين ودمجهم بشكل كامل في الديناميكية الوطنية للابتكار.
صفاقس: محرك اقتصادي لدعم الشركات الناشئة
شهدت المرحلة الثالثة من الجولة وصولها إلى صفاقس، حيث أكدت المدينة دورها كمركز اقتصادي استراتيجي. بفضل مينائها الحيوي وصناعاتها النشطة ونظامها البيئي المتطور، أصبحت صفاقس مركزًا للأعمال. تم خلال الفعالية عرض آليات التمويل مثل صندوق ANAVA وبرنامج Flywheel للشركات الناشئة والمبتكرة. تعزز هذه المبادرات من قدرة صفاقس على جذب الاستثمارات وتؤكد على أهمية إنشاء فضاء مخصص للشركات الناشئة بالتعاون مع الفاعلين المحليين.
قابس: منصة للريادة المستدامة
اختتمت الجولة في قابس، التي برزت كمختبر حقيقي للابتكار المستدام. بفضل مواردها الطبيعية الفريدة، تتمتع المنطقة بإمكانيات كبيرة في مجالات مثل الاقتصاد الأزرق والصناعة الخضراء والحلول التكنولوجية البيئية. أكدت اللقاءات على أهمية التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين والمؤسسات لتعزيز خلق فرص عمل مستدامة وجذب التمويلات الاستراتيجية.
تأثير مستدام على نظام ريادة الأعمال
لم تقتصر هذه الجولة على تعزيز التواصل بين الفاعلين، بل ساهمت أيضًا في ترسيخ ثقافة الابتكار في المناطق المستهدفة. أفرزت كل مرحلة مجموعة من الأفكار والمشاريع والفرص التي تساهم في رسم مستقبل ريادة الأعمال التونسية. التحدي الآن هو تحويل هذه الديناميكية إلى إجراءات ملموسة تدعم نمو وتوسع الشركات الناشئة والمبتكرة على المستوى الدولي.
