حذّرت قوات الحرس الثوري الإيراني من تصعيد جديد في العمليات العسكرية ضد إسرائيل، مؤكدة أن الرد الإيراني سيتواصل إذا لم تتوقف “الاعتداءات الإسرائيلية”. وجاء ذلك في بيان صدر اليوم، ذكرت فيه طهران أنها استهدفت البنية التحتية الخاصة بالوقود العسكري داخل الأراضي المحتلة، في إطار ردها على الضربات الإسرائيلية التي طالت إيران في 13 يونيو الجاري، وأسفرت عن سقوط عدد من المسؤولين العسكريين، بعد قصف مبانٍ سكنية في طهران ومحيطها.
وبالتزامن مع التصعيد العسكري، أعلنت طهران عن توقيف اثنين من عناصر الموساد في محافظة “سافوجبلاغ”، حيث كانا ينشطان داخل منزل آمن، ويُتهمان بصنع متفجرات وعبوات ناسفة وأجهزة إلكترونية معدّة للعمليات.
في خضم هذه التطورات، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إلى “الوحدة والتنسيق بين الدول الإسلامية لمواجهة المخططات العدوانية لإسرائيل”، مؤكدًا أن تل أبيب “لا تحترم القانون الدولي ولا تُقيم وزنًا لحقوق الإنسان”.
من جانبه، أفاد موقع تايمز أوف إسرائيل بأن ما لا يقل عن ستة أشخاص لقوا مصرعهم وأُصيب أكثر من 100 آخرين، بعد استهداف صاروخ إيراني مبنى في مدينة “بات يام” وسط إسرائيل يوم السبت.
وفي أول رد رسمي إسرائيلي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن “الجيش الإسرائيلي طوّر قدرات استثنائية لمواجهة التهديد الإيراني”، مؤكدًا أن “المعركة لم تعد فقط مع الأذرع، بل مع الرأس نفسه”.
وأضاف غالانت: “إيران الآن أكثر عزماً على تنفيذ رؤيتها الهادفة لتدمير إسرائيل”.
مواقف دولية متباينة
التصعيد العسكري الأخير في الشرق الأوسط قسّم مواقف القوى العالمية والإقليمية. فقد عبّرت الصين عن دعمها الكامل لإيران، مؤكدة أنها تقف إلى جانب طهران في “الدفاع عن سيادتها وحقوقها المشروعة”.
كما دانت قطر الضربات الإسرائيلية ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ لسيادة إيران وتعدٍّ سافر على القانون الدولي”، في حين أعربت السعودية عن قلقها البالغ من استمرار هذه الهجمات.
في المقابل، أعربت المملكة المتحدة عن “قلقها البالغ إزاء سقوط قتلى وجرحى في إسرائيل”، ودعت إلى ضبط النفس وتجنّب التصعيد.
أما ألمانيا، فقد ركزت في تحذيرها على البرنامج النووي الإيراني، معتبرة أنه “يشكل تهديدًا ليس لإسرائيل فقط، بل أيضًا للسعودية واستقرار المنطقة ككل”.