شهدت أسعار المعادن الثمينة تقلبات حادة يوم الثلاثاء 30 ديسمبر، حيث تعافت جزئياً من الهبوط الدرامي الذي سجلته في الجلسة السابقة. يحافظ المستثمرون على تفاؤلهم تجاه الذهب، متوقعين وصوله إلى مستويات تاريخية جديدة خلال عام 2026، وسط عوامل اقتصادية وجيوسياسية تدعم الطلب المستمر على هذا الملاذ الآمن.
أسعار الذهب في 31 ديسمبر
سجل الذهب الفوري زيادة بنسبة 1.1% تقريباً، ليصل إلى حوالي 4378 دولاراً للأونصة. كان السعر قد بلغ ذروته قبل أيام قليلة عند نحو 4550 دولاراً، قبل أن يشهد انخفاضاً حاداً يُعد الأقوى يومياً منذ أكتوبر الماضي.
تبع العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة للتسليم في فبراير الاتجاه نفسه، مرتفعة بنسبة مماثلة إلى 4392 دولاراً للأونصة. يُفسر الخبراء هذه التقلبات بانخفاض عدد المتداولين في نهاية العام، مما يجعل أي صفقة تؤثر بشكل أكبر على السعر، ويؤدي إلى حركات سريعة وغير متوقعة.
لماذا ارتفع الذهب بهذا الشكل في 2025؟
رغم التقلبات الأخيرة، كان عام 2025 استثنائياً للذهب، الذي قفز بنسبة تزيد عن 66% منذ بداية السنة. ساهمت عدة عوامل مترابطة في هذا الصعود:
- توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية كأصل غير مدر للعائد.
- التوترات الجيوسياسية المستمرة، التي تدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.
- الطلب الثابت من البنوك المركزية، خاصة في الأسواق الناشئة.
- تدفقات قوية نحو صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب.
توقعات أسعار الذهب في 2026: هل يصل إلى 5000 دولار؟
يتوقع المتداولون خفضين على الأقل لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة خلال 2026، وهو عامل إيجابي تقليدي للمعادن الثمينة. يرى محللو بنك أوف أمريكا أن الذهب قد يصل إلى 5000 دولار للأونصة في الأشهر المقبلة، مدعوماً بمؤشرات اقتصادية تشير إلى استمرار الطلب القوي.
الفضة والبلاتين والبلاديوم: انتعاش بعد الهبوط
شهدت الفضة ارتفاعاً أكبر بنسبة 4% تقريباً، لتصل إلى 74.8 دولاراً للأونصة، بعد أن سجلت قمة تاريخية فوق 83 دولاراً سابقاً. ارتفعت الفضة بنسبة تزيد عن 180% خلال العام، مدفوعة بالطلب الصناعي والنقص في العرض.
تعافى البلاتين بنسبة 3%، بينما بقي البلاديوم تحت ضغط بعد خسائره السابقة.
يُعكس هذا الانتعاش الاهتمام المتزايد بالمعادن الثمينة كأصول آمنة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، مع ترقب لعام 2026 قد يشهد أرقاماً قياسية جديدة.
