حذّر رئيس جهاز الاستخبارات الألماني مارتن ييغر من أن روسيا قد تكون مستعدة لشن مواجهة عسكرية ضد أوروبا في أي وقت، مشيرًا إلى أن الكرملين يعمل على اختبار جاهزية الأمن الأوروبي بشكل ممنهج.
وفي كلمة ألقاها أمام البرلمان الألماني (البوندستاغ)، نقلتها وكالة بلومبرغ، أكد ييغر أن موسكو تتصرف كعدو مباشر لألمانيا وتواصل اتباع نهج عدواني متصاعد تحت غطاء التصريحات الدبلوماسية الهادئة، واصفًا الوضع الحالي في القارة الأوروبية بأنه «سلام هش وبارد».
تهديدات متزايدة من موسكو
وأوضح رئيس جهاز BND أن روسيا تختبر باستمرار ردود فعل الدول الأوروبية من خلال عمليات هجينة تشمل الهجمات الإلكترونية والتجسس والحملات الإعلامية الموجهة، معتبرًا أن هذه الأساليب أصبحت أداة ضغط يومية تهدف إلى زعزعة استقرار أوروبا.
وأضاف:
«تكرار الهجمات والهجمات الإلكترونية يثبت أن روسيا لا تعتبر ألمانيا وحلفاءها مجرد خصوم سياسيين، بل أطرافًا فاعلة في الحرب».
كما شدّد ييغر على ضرورة أن يكون حلف شمال الأطلسي (الناتو) على أتم الاستعداد لأي تصعيد مفاجئ، مؤكدًا أن موسكو تواصل تعزيز قدراتها العسكرية دون توقف.
«عدونا لا يعرف الراحة، لذلك لا يمكننا التباطؤ»، قال ييغر.
تحذيرات ألمانية من حرب محتملة
وفي تقارير سابقة، حذّر جهاز الاستخبارات الألماني بالتعاون مع الجيش الألماني (Bundeswehr) من أن روسيا قد تنتهي من استعداداتها لشن هجوم واسع على دول الناتو بحلول نهاية العقد الجاري، متوقعة أن تنقل قواتها إلى حدود دول البلطيق بعد انتهاء حربها في أوكرانيا، ما سيشكل تهديدًا مباشرًا للحلف.
من جانبه، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس مؤخرًا إن أجهزة الأمن الروسية يُرجَّح أن تكون وراء إطلاق طائرات بدون طيار فوق أراضي ألمانيا والدنمارك، معتبرًا أن هذه العمليات تهدف إلى التجسس ونشر الخوف بين السكان.
تصاعد التوترات في أوروبا
تأتي هذه التحذيرات في وقت تشهد فيه أوروبا تصاعدًا مستمرًا في التوترات الأمنية والعسكرية، وسط مخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة مباشرة بين موسكو ودول الناتو، خاصة مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا واستعداد الحلف لتوسيع انتشاره في أوروبا الشرقية.
