أعلن وزير النقل التونسي، رشيد عمري، خلال اجتماع لجنة إدارة السلامة الجوية المنعقد بمقر الخطوط التونسية يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025، عن إطلاق استراتيجية تجارية جديدة تهدف إلى تعزيز مكانة الشركة في سوق النقل الجوي. وأكد الوزير على ضرورة وضع جدول زمني دقيق لتنفيذ البرامج المخطط لها خلال 15 يوماً كحد أقصى، مع تشكيل فرق عمل متخصصة لمتابعة التنفيذ التدريجي لهذه الخطط.
محاور الاستراتيجية الجديدة
ترتكز الاستراتيجية على عدة محاور رئيسية تشمل:
- الصيانة الفنية: تحسين جاهزية الأسطول الجوي من خلال برامج صيانة حديثة لضمان سلامة الطائرات وكفاءتها.
- العمليات الجوية: تطوير إجراءات التشغيل لتحسين الكفاءة وتقليل التأخيرات.
- الجودة والسلامة: تعزيز معايير السلامة الجوية بما يتماشى مع المعايير الدولية للطيران.
- إدارة الموارد: تحسين إدارة الموارد المالية، اللوجستية، والبشرية، مع التركيز على تحديد الأولويات لضمان الاستدامة المالية.
وأشار الوزير إلى أهمية رفع مستوى جاهزية الأسطول الجوي، الذي يضم حالياً 29 طائرة، بما في ذلك طائرات إيرباص A320 وA330، لضمان تنفيذ البرنامج التجاري لموسم 2025-2026 بأفضل الظروف.
أهداف الخطة الطموحة
تسعى الخطوط التونسية من خلال هذه الاستراتيجية إلى تحقيق الأهداف التالية:
- مواكبة الانتعاش السياحي: استجابة للطلب المتزايد على الرحلات الجوية مع توقعات بارتفاع عدد السياح القادمين إلى تونس بنسبة 10% خلال الموسم المقبل، وفقاً لتقديرات وزارة السياحة.
- توسيع الحصة السوقية: زيادة حصة الشركة في سوق النقل الجوي الأفريقي والأوروبي من خلال تحسين الخدمات وتقديم أسعار تنافسية.
- إطلاق خطوط جديدة: التخطيط لفتح وجهات جديدة، تشمل مدنًا أوروبية وأفريقية مثل ميلانو، لشبونة، وأبوجا، لتعزيز شبكة الرحلات التي تغطي حالياً أكثر من 40 وجهة.
توجيهات الوزير
شدد عمري على ضرورة اعتماد التخطيط المسبق ووضع تدابير وقائية لإدارة المخاطر المحتملة، مثل التقلبات الاقتصادية أو التأخيرات التشغيلية. كما دعا إلى متابعة دقيقة لمراحل تنفيذ الخطة لضمان استمرارية البرامج وتحقيق الأهداف المرسومة. وأكد أن هذه الاستراتيجية تأتي في إطار دعم الاقتصاد الوطني، حيث تساهم الخطوط التونسية في نقل أكثر من 3 ملايين مسافر سنوياً، وفقاً لإحصائيات الشركة لعام 2024.
حضور رفيع المستوى
شهد الاجتماع حضوراً مميزاً، ضم:
- رئيس ديوان وزير النقل.
- المديرة العامة المؤقتة للخطوط التونسية، التي تولت المهمة منذ يوليو 2025.
- المدير العام لشركة “تونس إير تكنيكس”، المسؤولة عن صيانة الطائرات.
- نخبة من المسؤولين في وزارة النقل والشركتين التابعتين.
سياق الاستراتيجية
تأتي هذه الخطوة في ظل تحديات تواجهها الخطوط التونسية، بما في ذلك المنافسة المتزايدة من شركات الطيران منخفضة التكلفة وارتفاع تكاليف التشغيل. ومع ذلك، تسعى الشركة إلى استعادة مكانتها كواحدة من أبرز الناقلات الجوية في المنطقة، مستفيدة من موقع تونس الاستراتيجي كبوابة بين أفريقيا وأوروبا. ومن المتوقع أن تُسهم هذه الاستراتيجية في زيادة الإيرادات بنسبة 15% خلال العام المقبل، وفقاً لتوقعات المحللين الاقتصاديين.