سجّل الدولار الأمريكي، الثلاثاء، تراجعاً حاداً ليصل إلى أدنى مستوياته منذ أربع سنوات مقابل اليورو، في ظل ترقب الأسواق لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) بشأن خفض أسعار الفائدة، وسط مخاوف متزايدة حول تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
ارتفاع اليورو وتراجع مؤشر الدولار
قفز اليورو بنسبة 0,8% ليستقر عند 1,1853 دولار، وهو أعلى مستوى للعملة الأوروبية منذ سبتمبر 2021. وفي المقابل، هبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0,6% ليسجل 96,787 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ 3 يوليو الماضي.
أسباب التراجع
يرجع هذا الهبوط إلى عدة عوامل متداخلة:
- توقعات قوية بأن يُقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس على الأقل.
- ضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاعتماد سياسة نقدية أكثر مرونة.
- بيانات سلبية حديثة حول سوق العمل الأمريكي أظهرت تباطؤاً أكبر من المتوقع.
وتوضح ماري دوبون، الخبيرة الاستراتيجية في كابيتال فاينانس:
“إحصاءات التوظيف الأخيرة، التي أظهرت تباطؤاً ملحوظاً، كانت الشرارة التي دفعت المستثمرين لبيع الدولار. الأسواق باتت مقتنعة بنسبة 85% أن الفيدرالي سيخفض الفائدة يوم الأربعاء”.
مخاوف من تباطؤ النمو
تتزايد الشكوك بشأن متانة الاقتصاد الأمريكي، حيث يظهر سوق العمل مؤشرات ضعف، فيما أدت الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات إلى رفع أسعار الاستهلاك، ما خلق وضعاً أقرب إلى الركود التضخمي (stagflation).
وتتجه الأنظار إلى اجتماع الاحتياطي الفيدرالي غداً الأربعاء، حيث يترقب المستثمرون إشارات واضحة بشأن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.