دعت الصين الولايات المتحدة الى عدم تجاوز “الخطوط الحمراء” بعد التوصل الى هدنة تجارية بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب وزعيم الصين شي جين بينغ، مشددة على القضايا التي قد تؤدي الى توتر العلاقات بين البلدين مرة اخرى. افادت بذلك وكالة بلومبرغ في 4 نوفمبر. وذكر سفير الصين لدى الولايات المتحدة، شي فنغ، اربعة مواضيع تعتبرها بكين حساسة بشكل خاص: تايوان، وقضايا الديمقراطية وحقوق الانسان، والنظام السياسي في الصين، وحقها في اتباع مسارها الخاص في التنمية. ووفقا للدبلوماسي، “الاهم هو الاحترام المتبادل للمصالح الرئيسية والمخاوف الرئيسية لكل منهما”. اعلان في كلمة القاها عبر الانترنت في اجتماع مجلس الاعمال الامريكي الصيني، شدد سي فن على ان المهمة الاولى حاليا هي تنفيذ الاتفاقات التي توصل اليها شي جين بينغ وترامب من اجل “تجسيدها في اجراءات ونتائج ملموسة تعزز الثقة بين البلدين واستقرار الاقتصاد العالمي”.
وحذر الدبلوماسي من ان اي نزاعات في مجالات التعريفات الجمركية او الصناعة او التكنولوجيا “ستنتهي دون جدوى”. تشير بلومبرغ الى انه على الرغم من الهدنة التي تم التوصل اليها بين الزعيمين، فانها تظل هشة. على الرغم من ان قضية تايوان لم تناقش خلال الاجتماع، فانها لا تزال، كما في السابق، قضية مركزية بالنسبة لبكين. تعتبر الصين الجزيرة اراضيها، والتي يجب ان تعيد السيطرة عليها، حتى بالقوة اذا لزم الامر. تايبيه ترفض هذه المطالب رفضا قاطعا. اعرب وزير الدفاع الامريكي بيت هجست عن قلقه ازاء نشاط القوات البحرية الصينية بالقرب من تايوان وفي بحر الصين الجنوبي. وفي الوقت نفسه، اعلن ان الطرفين اتفقا على انشاء قنوات اتصال مباشرة بين جيوشهما لتجنب وقوع حوادث.
كما تستمر الخلافات بين الولايات المتحدة والصين حول قضايا حقوق الانسان في هونغ كونغ وشينجيانغ والتبت. دعا المسؤولون الامريكيون، ولا سيما وزير الخزانة سكوت بيسنت، الصين الى اعادة توجيه اقتصادها نحو الاستهلاك الداخلي لتخفيف التوتر المرتبط بالعجز التجاري الكبير. ووصف الاقتصادي الصيني ومستشار الحكومة لي دافوكوي الاتفاق بين شي جين بينغ وترامب بانه “انفراجة”، لانه، على حد قوله، ينظر الى الصين لاول مرة على انها “شريك متكافئ” للولايات المتحدة. وفي مقابلة مع قناة بلومبرغ تي في، اعرب عن تفاؤله، مشيرا الى ان النزاعات في مجالات التجارة والمالية والتكنولوجيا هي “مشاكل صغيرة” سيتم حلها في نهاية المطاف.
ناقش الزعيمان العلاقات التجارية وامكانية ابرام اتفاق جديد وقضايا الامن، بما في ذلك التجارب النووية الامريكية. وكتبت CNN ان “المفاوضات جرت في جو ودي، لكنه كان متوترا بعض الشيء، لان الطرفين تطرقا الى مواضيع ذات اهمية استراتيجية”.
بالاضافة الى ذلك، وفقا للرئيس ترامب، تم التوصل خلال المفاوضات الى اتفاق سنوي بشأن توريد المعادن النادرة، التي تعتبر ذات اهمية استراتيجية للاقتصاد العالمي.
