شهد السماء هذا الشهر ظاهرتين فلكيتين نادرتين تتعلقان بالقمر، حيث اقترب القمر بشكل مميز من كوكبي عطارد والمريخ في حدثين منفصلين أضاءا السماء عند الغسق.
اقتراب القمر من عطارد عند الغروب
وفقًا لما أعلنته وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، سيكون كوكب عطارد مرئيًا بعد غروب الشمس مباشرة فوق الأفق الغربي، لمدة تتراوح بين 30 و45 دقيقة. وفي مساء الخميس، 26 جوان، سيظهر هلال رفيع جدًا بين كوكب عطارد والنجمين البارزين في كوكبة الجوزاء، وهما “بولوكس” و”كاستور”. هذا الترتيب سيخلق خطًا قصيرًا من الأجسام المضيئة في السماء مع انطفاء ضوء الشمس.
وفي اليوم التالي، الجمعة 27 جوان، سيرتفع الهلال قليلًا ليظهر مباشرة فوق عطارد، ما يمنح المشاهدين مشهدًا جميلًا بعد الغروب.
اقتران مذهل بين القمر والمريخ
أما المشهد الأبرز لهذا الشهر، كما أشار موقع “ذا ساينس لايف”، فسيكون يوم الأحد، 29 جوان، عندما يظهر هلال القمر (المضاء بنسبة 24%) قريبًا جدًا من كوكب المريخ في كوكبة الأسد. المسافة بين الجرمين السماويين لن تتعدى 0.2 درجة، أي ما يعادل 12 دقيقة قوسية فقط، ما يجعل الاقتران من أجمل المشاهد الفلكية المتوقعة.
خلفية علمية للظاهرة
رغم ندرة رؤية القمر بجانب عطارد أو المريخ في السماء، فإن مثل هذه الاقترانات ليست غريبة في علم الفلك. إذ تتحرك الكواكب في مدارات حول الشمس ضمن مستوى يُعرف بـ”مسار البروج”، وهو نفس المسار الظاهري للشمس عبر السماء. مدار القمر حول الأرض يميل بمقدار 5 درجات فقط عن هذا المسار، ولذلك يعبره مرتين في الشهر.
هذا التقاطع بين مدار القمر ومسار البروج يُفسر إمكانية اقتراب القمر من الكواكب من منظورنا على الأرض، وهو ما قد يؤدي أحيانًا إلى ظواهر أخرى مثل الكسوف الشمسي أو القمري.
هذه المشاهد السماوية النادرة تُعد فرصة رائعة لهواة الفلك لمتابعة جمال الكون وظواهره الدقيقة، بعيدًا عن التلسكوبات المعقدة، فقط عبر النظر إلى السماء وقت الغروب.
