كشف عميد المهندسين التونسيين الجديد، محسن الغريسي، أن عدد المهندسين التونسيين الذين غادروا البلاد تجاوز 40 ألفًا، مؤكدًا أن الهجرة المكثفة لخريجي مدارس الهندسة في تونس تعود بالأساس إلى الأسباب المادية، وعلى رأسها تدني الأجور، حيث تصل أجورهم في تونس إلى ما يقارب عُشر ما يتقاضونه في الخارج.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن عدد المهندسين المغادرين كان قد بلغ 39 ألفًا قبل سنتين، في حين يُقدّر اليوم أن أكثر من 20 مهندسًا يغادرون تونس يوميًا.
وأوضح الغريسي أن الراتب المنخفض ليس السبب الوحيد، بل يسعى المهندسون أيضًا إلى ظروف عمل أكثر استقرارًا وتقديرًا لمهاراتهم في الخارج. وأضاف أن المهندس التونسي يُعد من الأقل أجرًا مقارنة بنظرائه في دول مماثلة مثل المغرب والأردن، اللذين كانا قبل سنوات يسعيان للوصول إلى المستوى الذي بلغته الهندسة التونسية.
ووفقًا لتصريحاته، فإن المهندس التونسي يتقاضى أجرًا شهريًا يعادل ثلث ما يتقاضاه زميله في المغرب أو الأردن، مشيرًا إلى أن غياب التفاعل من الجهات الحكومية مع مطالب المهندسين وسوء الوضع السياسي العام من بين أبرز عوامل الهجرة المتواصلة.
كما شدد على أن الكفاءات التونسية تحظى بتقدير واسع عالميًا، حيث يتواجد عدد كبير من المهندسين التونسيين في مناصب مرموقة ضمن كبرى المؤسسات الدولية، والبعض منهم يعملون كمستشارين لرؤساء دول في مجالات تخصصهم.
