في خطوة مفاجئة أثارت الكثير من التساؤلات، أعلن وزير النقل، رشيد العمري، خلال جلسة استماع بالبرلمان التونسي يوم الثلاثاء 25 مارس 2025، أن بنك التنمية الأفريقي (BAD) قد قرر التراجع عن تمويل مشروع المترو المنتظر في صفاقس، رغم الالتزامات السابقة التي كانت واضحة ومحددة بجدول زمني دقيق لانطلاق الأشغال.
وأوضح العمري أن البنك، وبعد أن عبّر في البداية عن التزامه بدعم المشروع، عاد مؤخراً ليطرح شروطاً جديدة، الأمر الذي أدى إلى هذا التراجع غير المتوقع. هذه المستجدات وضعت الحكومة في موقف حرج، لكنها لم تثنها عن المضي قدماً في تنفيذ المشروع.
خطة بديلة قيد الدراسة
رداً على هذا التحول، سارع فريق حكومي إلى عقد اجتماع طارئ ضم وزارة الاقتصاد والتخطيط، لبحث حلول بديلة لضمان تقدم المشروع. من بين الاقتراحات المطروحة، أشار وزير النقل إلى إمكانية إعادة تصنيف المشروع بموجب المرسوم 497، ما من شأنه منحه صفة المشروع الاستراتيجي، وبالتالي تسهيل الوصول إلى مصادر تمويل جديدة ومتنوعة.
التحضيرات متواصلة رغم التحديات
ورغم الانتكاسة التمويلية، فإن التحضيرات الميدانية لم تتوقف، وخاصة فيما يتعلق بالخط الأول للمترو. وأكد الوزير أن التنسيق جارٍ مع شركات الاتصالات ومؤسسات المياه والكهرباء بهدف تجاوز العقبات الفنية المحتملة وتيسير الانطلاق الفعلي للأشغال.
بداية الأشغال قريبة؟
في حال تم تأمين تمويل بديل في وقت قريب، فإن الانطلاقة الفعلية لأشغال المشروع قد تبدأ خلال الشهرين أو الثلاثة القادمة، وفق ما صرح به العمري.
ورغم التحديات، يبدو أن السلطات متمسكة بإخراج هذا المشروع الحيوي إلى النور، نظراً لأهميته في تخفيف الضغط المروري وتعزيز البنية التحتية في مدينة صفاقس.
