أفاد المرصد الوطني للفلاحة (Onagri) في تقرير صادر يوم الاثنين 7 أبريل 2025، أن نسبة امتلاء السدود في تونس تجاوزت عتبة 36%، لتبلغ تحديدًا 36,1%، مستفيدة من التساقطات الأخيرة، وذلك بعد أن كانت قد سجلت نسبة متدنية بلغت 19,6% في نهاية نوفمبر 2024، وهو أدنى معدل منذ أكثر من أربع سنوات.
ويُعد هذا التحسّن النسبي الأفضل منذ ما يقارب السنة، حيث كانت النسبة نفسها قد سُجلت بتاريخ 13 أبريل 2024، قبل أن تتراجع تدريجيًا في الأشهر التالية.
وبحسب التقرير، تتراوح نسب الامتلاء في السدود الكبرى حاليًا بين 9% و73%، وهو ما يعكس تحسّنًا واضحًا مقارنة بالأشهر الثلاثة الماضية، حيث تراوحت النسب حينها بين 7% و40%. ورغم هذا التحسن، لا تزال الوضعية المائية في البلاد مقلقة، حسب ما أكده مختصون في المجال.
وأوضح أحد خبراء المناخ أن التحولات المناخية ساهمت في تغيّر أنماط التساقطات، حيث باتت المناطق الجنوبية تستفيد أكثر من الأمطار مقارنة بالشمال، في حين أن أغلب السدود الكبرى توجد في الشمال، ما يُفسّر محدودية التحسن في نسب التخزين.
من جهة أخرى، بلغ حجم المخزون المائي الحالي في السدود 704,17 ملايين متر مكعب، أي أقل بـ807,39 ملايين متر مكعب (-53,41%) من المعدل الموسمي المعتاد، والذي يبلغ حوالي 1,51 مليار متر مكعب.
كما أشار التقرير إلى تراجع بنسبة 5,96% في حجم المياه المخزنة مقارنة بمتوسط السنوات الثلاث الأخيرة، أي بانخفاض يُقدّر بـ54,17 مليون متر مكعب، حيث بلغ المعدل الحالي 853,88 مليون متر مكعب، مقابل 908,04 ملايين متر مكعب كمعدل لثلاث سنوات.
وفي هذا السياق، شدّد الخبير في تنمية الموارد وإدارتها بكلية العلوم بتونس، حسنين الرحلي، على أهمية ترشيد استهلاك المياه، مؤكدًا أن الكميات المسجلة تظل غير كافية رغم تحسّنها، في ظل استمرار الضغوطات المرتبطة بندرة المياه.