تحطمت طائرة ركاب تابعة لشركة American Airlines بعد اصطدامها في الجو بمروحية عسكرية من طراز Sikorsky H-60 Black Hawk أثناء اقترابها من الهبوط في مطار رونالد ريغان الوطني بواشنطن. الحادث أسفر عن سقوط الطائرتين في نهر بوتوماك، وسط ظروف جوية صعبة تزيد من تعقيد عمليات الإنقاذ.
تفاصيل الحادث
بحسب هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA)، وقع الاصطدام حوالي الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي، بينما كانت طائرة الركاب من طراز Bombardier CRJ700 تنفذ الرحلة رقم 5342 التابعة لشركة PSA Airlines والقادمة من ويشيتا – كانساس. الطائرة كانت تقل 60 راكبًا وأربعة من أفراد الطاقم، في حين كان على متن المروحية العسكرية ثلاثة جنود أمريكيين في مهمة تدريبية، وفقًا لما أعلنه البنتاغون.
عمليات البحث والإنقاذ
حتى الآن، لم تصدر السلطات أي بيان رسمي حول عدد القتلى، لكن التقارير الأولية تشير إلى انتشال 18 جثة من النهر، مع عدم العثور على ناجين. عمليات البحث تجري في ظروف صعبة بسبب الظلام وانخفاض درجات الحرارة، حيث تم نشر 300 منقذ باستخدام قوارب مطاطية، وفق ما أكده جون دونيلي، قائد فرق الإطفاء في مقاطعة كولومبيا.
ردود الأفعال الرسمية
البيت الأبيض أكد أن الرئيس دونالد ترامب تلقى إحاطة حول الحادث، مشيرًا إلى أنه “كارثة مروعة” وشكر فرق الإنقاذ على جهودها. في منشور على منصة TruthSocial، وصف ترامب الحادث بأنه “أمر كان يمكن منعه”، مضيفًا: “الوضع خطير للغاية، وهذا غير مقبول!”. من جانبه، أكد وزير الدفاع بيت هيجسيت ووزير النقل شون دافي أنهما يتابعان تطورات الوضع عن كثب، مشيرين إلى إمكانية مراجعة مسارات الطيران حول المطار.
روايات شهود العيان والتحقيقات الأولية
أفادت وكالة رويترز أن تسجيلات الاتصالات بين برج المراقبة وطاقم المروحية العسكرية تشير إلى أن الطيارين كانوا مدركين لوجود الطائرة المدنية في المجال الجوي القريب. كما أظهرت كاميرا مراقبة مثبتة في مركز كينيدي بواشنطن لحظة انفجار في الجو عند الساعة 20:47، حيث شوهدت الطائرة وهي تسقط مشتعلة نحو النهر.
سابقة جوية في الولايات المتحدة
يُعد هذا الحادث الأخطر منذ أكثر من 15 عامًا في الولايات المتحدة، حيث لم تشهد البلاد تحطم طائرة ركاب منذ فبراير 2009، رغم وقوع العديد من الحوادث القريبة من الكارثة خلال السنوات الماضية. الحادث يعيد إلى الأذهان كارثة عام 1982، عندما اصطدمت طائرة Air Florida بجسر فوق نهر بوتوماك، ما أدى إلى مقتل 70 راكبًا و4 أفراد من الطاقم، ونجاة خمسة أشخاص فقط.
التحقيقات جارية
أكدت شركة American Airlines تعاونها الكامل مع مجلس السلامة الوطني للنقل (NTSB) في التحقيقات، فيما قال الرئيس التنفيذي للشركة، روبرت آيسوم، إنهم سيقدمون “كل المعلومات المتاحة” للجهات المعنية. في الأثناء، لا تزال عمليات البحث عن ناجين مستمرة وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا مع مرور الوقت.