أعلنت الخطوط الجوية التركية يوم الجمعة 26 سبتمبر 2025 عن خططها لتعزيز أسطولها بشراء 225 طائرة من شركة بوينغ الأمريكية، في صفقة تُعد واحدة من أكبر الطلبيات في تاريخ شركات الطيران التركية. تشمل الصفقة طائرات من طرازي بي 787 دريملاينر و737 ماكس، بهدف تحديث الأسطول وتعزيز مكانة إسطنبول كمركز عالمي للطيران. جاء هذا الإعلان عقب لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن يوم الخميس، حيث ناقشا قضايا اقتصادية وسياسية، بما في ذلك هذه الصفقة.
تفاصيل الصفقة
- طائرات بي 787 دريملاينر:
- العدد: 75 طائرة من طرازي بي 787-9 وبي 787-10، تشمل 50 طلبًا مؤكدًا و25 طلبًا اختياريًا.
- موعد التسليم: بين عامي 2029 و2034.
- المحركات: تجري مفاوضات مع رولز رويس وجنرال إلكتريك إيروسبيس لتزويد المحركات الرئيسية والاحتياطية، إضافة إلى خدمات الصيانة.
- طائرات 737 ماكس:
- العدد: 150 طائرة من طرازي 737-8 ماكس و737-10 ماكس، تشمل 100 طلب مؤكد و50 طلبًا اختياريًا.
- الشرط: الصفقة مرهونة بنجاح المفاوضات مع سي.إف.إم إنترناشونال لتصنيع المحركات.
- الأهداف الاستراتيجية: تهدف الخطوط التركية إلى تحويل أسطولها بالكامل إلى طائرات الجيل الجديد بحلول عام 2035، مما يعزز الكفاءة التشغيلية ويدعم نموًا سنويًا يبلغ حوالي 6%.
السياق السياسي والاقتصادي
- لقاء أردوغان وترامب: جاء الإعلان بعد لقاء أردوغان وترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. أشار ترامب إلى أن تركيا قد توافق على وقف شراء النفط الروسي، مما قد يُسهم في رفع العقوبات الأمريكية عن أنقرة، ويُتيح لها شراء مقاتلات إف-35.
- تعزيز العلاقات الاقتصادية: تُعد الصفقة جزءًا من جهود تركيا لتعزيز التبادل التجاري مع الولايات المتحدة ليصل إلى 100 مليار دولار، مستفيدة من إلغاء رسوم جمركية إضافية على المنتجات الأمريكية.
- منافسة عالمية: تسعى الخطوط التركية إلى مضاعفة أسطولها لتعزيز مكانة إسطنبول كمركز طيران عالمي ينافس دبي، في ظل طلبيات سابقة مع إيرباص لـ230 طائرة.
أهمية الصفقة
- تحديث الأسطول: طائرات بي 787 دريملاينر تتميز بكفاءة استهلاك الوقود ومدى طويل، مما يتيح للخطوط التركية توسيع شبكة وجهاتها العالمية، بينما تُعد 737 ماكس خيارًا اقتصاديًا للرحلات القصيرة والمتوسطة.
- تأثير اقتصادي: من المتوقع أن تعزز الصفقة الاقتصاد التركي (البالغ حجمه 900 مليار دولار) من خلال دعم قطاع السياحة والطيران، وخلق فرص عمل جديدة.
- دعم بوينغ: تأتي الصفقة في وقت حرج لشركة بوينغ، التي تواجه تحديات مالية وتشغيلية بعد إضراب عمالي في 2024 وحادث طائرة 737 ماكس في يناير 2024، مما يمنحها دفعة اقتصادية كبيرة.
التحديات
- مفاوضات المحركات: نجاح صفقة طائرات 737 ماكس يعتمد على التوصل إلى اتفاق نهائي مع سي.إف.إم إنترناشونال، الشركة المصنعة لمحركات LEAP-1B.
- الاعتماد على الولايات المتحدة: أثارت صفقات سابقة، مثل شراء شركة بيغاسوس التركية لـ200 طائرة 737 ماكس بقيمة 36 مليار دولار في 2024، نقاشات حول الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية في ظل التوترات السياسية.
- المنافسة مع إيرباص: توازن الخطوط التركية بين بوينغ وإيرباص يعكس استراتيجية لتجنب الاعتماد الكلي على مورد واحد، لكن ذلك قد يُعقد إدارة الأسطول.
التوقعات
- توسع الأسطول: مع هذه الطلبيات، ستضاعف الخطوط التركية أسطولها تقريبًا خلال العقد المقبل، مما يعزز قدرتها على المنافسة مع شركات مثل طيران الإمارات والخطوط القطرية.
- تأثير إقليمي: ستساهم الطائرات الجديدة في زيادة عدد الركاب عبر مطار إسطنبول، الذي يُعد أحد أكبر المطارات في العالم، مع توقعات بنقل أكثر من 100 مليون مسافر سنويًا بحلول 2030.
- تعاون مع الولايات المتحدة: قد تُمهد الصفقة لمزيد من التعاون الاقتصادي والعسكري، خاصة مع تلميحات ترامب برفع العقوبات لتسهيل شراء مقاتلات إف-35.
