يستعد الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون (EBU) لعقد اجتماع استثنائي في نوفمبر 2025 للتصويت على مشاركة إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن 2026″، التي ستقام في العاصمة النمساوية فيينا. جاء هذا الإعلان وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، في ظل تهديدات عدة دول بمقاطعة الحدث الثقافي الأبرز في أوروبا بسبب استمرار الحرب في قطاع غزة.
تفاصيل التصويت
- الاجتماع الاستثنائي: أرسل منظمو يوروفيجن رسائل إلى المديرين العامين لهيئات البث الوطنية في الدول الأعضاء، يطلبون فيها مشاركتهم في تصويت حاسم لتحديد ما إذا كانت إسرائيل ستشارك في النسخة القادمة من المسابقة.
- الدافع وراء التصويت: أكد الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون أن هذا الإجراء يهدف إلى ضمان “أساس ديمقراطي أوسع” لاتخاذ قرار حساس مثل استبعاد أو السماح بمشاركة إسرائيل، خاصة بعد ضغوط متزايدة من دول مثل إسبانيا، أيرلندا، هولندا، سلوفينيا، وآيسلندا، التي هددت بالانسحاب احتجاجًا على مشاركة إسرائيل.
- موعد القرار النهائي: سيتم فرز أصوات هيئات البث الوطنية في نوفمبر 2025، لتحديد تشكيلة الدول المشاركة في المسابقة المقرر إقامتها في الفترة من 12 إلى 16 مايو 2026.
موقف فيينا
أكدت السلطات في فيينا، المدينة المضيفة ليوروفيجن 2026، التزامها بإقامة الحدث بغض النظر عن نتائج التصويت. وأوضح ممثلو المدينة أن المسابقة ستقام حتى لو تراجع عدد الدول المشاركة بشكل كبير نتيجة المقاطعة. وتأتي هذه التصريحات في ظل دعوة وزيرة الخارجية النمساوية إلى عدم تسييس الحدث، مشيرة إلى أن “استبعاد إسرائيل أو مقاطعة يوروفيجن لن يحل الأزمة الإنسانية في غزة”.
خلفية الجدل
- تاريخ مشاركة إسرائيل: تشارك إسرائيل في يوروفيجن منذ عام 1973 كعضو في الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون، رغم أنها ليست دولة أوروبية جغرافيًا. وقد أثارت مشاركتها جدلاً متكرراً، خاصة في ظل الصراعات السياسية بالمنطقة.
- احتجاجات سابقة: شهدت نسخة 2024 احتجاجات كبيرة ضد مشاركة إسرائيل، حيث طالبت عدة دول باستبعادها بسبب الحرب في غزة. كما أثارت أغنية المرشحة الإسرائيلية إيدن غولان جدلاً بسبب عنوانها الأصلي “مطر أكتوبر”، الذي اعتُبر إشارة إلى هجمات 7 أكتوبر 2023.
- موقف الدول المقاطعة: أعلنت دول مثل إسبانيا (إحدى الدول الخمس الكبرى المساهمة في الاتحاد) وأيرلندا (الفائزة سبع مرات) وهولندا وآيسلندا وسلوفينيا أنها ستنسحب إذا استمرت إسرائيل في المشاركة، معتبرة أن ذلك يتعارض مع القيم الإنسانية في ظل الوضع في غزة.
- سابقة الاستبعاد: سبق للاتحاد أن استبعد دولاً مثل روسيا في 2022 بعد غزو أوكرانيا، وبيلاروسيا في 2021 بسبب الأوضاع السياسية، مما يعزز مطالبات الدول المعارضة بتطبيق معايير موحدة.
ردود الفعل
- الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون: أكد مدير المسابقة، مارتن غرين، أن الاتحاد يحترم حرية كل دولة في اتخاذ قرار المشاركة، مشيرًا إلى أن المشاورات مستمرة مع الأعضاء لإدارة التوترات الجيوسياسية.
- فنانون ونشطاء: وقّع أكثر من 70 فنانًا شاركوا سابقًا في يوروفيجن على عريضة تطالب باستبعاد إسرائيل، متهمين الاتحاد بـ”ازدواجية المعايير” لسماحه بمشاركتها بينما استبعد روسيا في وقت سابق.
- إسرائيل: أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن جهات في البلاد تبذل جهودًا لمنع الاستبعاد، معتبرة أن مشاركتها في الحدث تعزز صورتها الثقافية دوليًا.
التوقعات
- السيناريوهات المحتملة: إذا صوتت غالبية الأعضاء لصالح استبعاد إسرائيل، فقد يشكل ذلك سابقة جديدة في تاريخ المسابقة. أما إذا سُمح لإسرائيل بالمشاركة، فقد تنسحب دول بارزة، مما يؤثر على مكانة الحدث وعدد مشاهديه الذي يتجاوز 160 مليون مشاهد عالميًا.
- تأثير على فيينا: على الرغم من تهديدات المقاطعة، تظل فيينا ملتزمة باستضافة حدث عالمي يعزز التنوع الثقافي، مع استعدادات أمنية مكثفة لضمان سلامة المشاركين والجمهور.
- الجدل السياسي: يبرز هذا التصويت كاختبار لقدرة يوروفيجن على الحفاظ على حيادها المعلن، في ظل تزايد التسييس في الحدث الذي يُفترض أن يكون منصة ثقافية غير سياسية.