تحيي تونس، اليوم الخميس 20 مارس 2025، الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال، الذي جاء ثمرة نضال طويل خاضه أجيال من التونسيين، وقدم خلاله الشهداء أرواحهم ودماءهم من أجل استعادة السيادة الوطنية.
يمثل تاريخ 20 مارس 1956 نقطة تحول حاسمة في بناء الدولة التونسية الحديثة، حيث يعد هذا اليوم رمزًا في ذاكرة التونسيين باعتباره تتويجًا لمسار طويل من الكفاح ضد الاستعمار. وجاء تحقيق الاستقلال بعد مفاوضات مكثفة مع فرنسا، خاصة بعد سقوط حكومة “منداس فرانس”، حيث أدت المباحثات إلى توقيع بروتوكول الاستقلال في 20 مارس 1956، الذي أقر بسيادة تونس وانتهاء الحماية الفرنسية رسميًا.
بدأ الاحتلال الفرنسي لتونس بموجب معاهدة باردو التي تم توقيعها في 12 ماي 1881، حيث فُرضت الحماية الفرنسية على البلاد، مما أدى إلى خضوع الباي للحكم الاستعماري. غير أن المقاومة التونسية سرعان ما اتخذت منحى منظمًا، بدءًا من سنة 1907 مع تأسيس الحزب الحر الدستوري، الذي قاد الحراك السياسي ضد الاستعمار.
وجاء أول اعتراف فرنسي باستقلال تونس الداخلي عندما أعلن الجنرال الفرنسي “منداس فرانس” في صيف 1955، خلال خطاب رسمي في قصر قرطاج، منح البلاد استقلالًا داخليًا. وبعد مفاوضات مكثفة قادها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في فرنسا، توصلت تونس إلى توقيع بروتوكول الاستقلال في 20 مارس 1956، الذي أقر بسيادة تونس الكاملة، ليشكل هذا اليوم لحظة تاريخية فارقة في مسيرة التحرر الوطني.
