شهدت تونس، الإثنين 3 نوفمبر 2025، إطلاق مشروع “تانيت” الاستراتيجي لاستغلال مياه الصرف الصحي المعالجة، ضمن برنامج “ماتي لإفريقيا” الإيطالي. يأتي هذا المشروع بالشراكة بين البلدين لمواجهة آثار تغير المناخ، تعزيز كفاءة القطاع الزراعي، وضمان الأمن الغذائي، في خطوة تُعزِّزُ التعاون الاقتصادي والتنموي بين تونس وإيطاليا.
مشروع “تانيت”: ثلاثة محاور رئيسية للاستدامة الزراعية يركز المشروع على ثلاثة محاور أساسية: معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الصحية، دعم البحث والابتكار، وتكوين فاعلي القطاع الزراعي. يُعدُّ هذا الإطار إطارًا لإدارة أفضل للموارد المائية، خاصة في ظل التحديات الجوية المتزايدة، ويُساهمُ في بناء نموذج زراعي مستدام يُقلِّلُ الاعتماد على المياه الجوفية.
أقامت الإطلاق جلسة عمل في تونس بين السكرتير الحالي لوزارة الزراعة والموارد المائية والصيد، المسؤول عن الموارد المائية، حمادي حبيب، ووفد إيطالي رفيع المستوى يمثِّلُ السفارة الإيطالية، الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي، صندوق الودائع والإيداعات الإيطالي، ومعهد الزراعة المتوسطي في باري، بحضور مسؤولين تونسيين عدة.
أهمية استراتيجية لمشروع “تانيت” في مواجهة التحديات المائية أكد حمادي حبيب أن مشروع “تانيت” يحمل أهمية استراتيجية أمام التحديات المائية التي تواجه تونس، ويُساهمُ في إدارة أفضل للموارد ودعم الجهود الوطنية للزراعة المستدامة. وفي المقابل، أعاد الوفد الإيطالي التأكيد على التزام روما بدعم تونس في عملية التنمية، وتعزيز برنامج التعاون الثنائي للفترة 2025-2027، مع التأكيد على الحفاظ على تنسيق وثيق لضمان نجاح المشروع.
المشروع يغطي محطات معالجة في الشمال والوسط والجنوب يركز “تانيت” على عدة محطات معالجة في العنَّار، مليانة، صفاقس، انفيدة، وأغارب. ستُعاد استخدام مياه الصرف المعالجة من العاصمة التونسية لري المزارع في مجال الأراضي الدولية في بورج البيضاء، بورج العامري، الخير، سمنجة، انفيدة، والشعل، المنتشرة في ولايات تونس، زغوان، سوسة، وصفاقس، تغطي مساحة إجمالية تقدر بـ11,500 هكتار، وفقًا لوزارة الزراعة. يُساهمُ هذا في توفير 20 مليون متر مكعب سنويًا من المياه المعالجة، مُعَزِّزًاْ الإنتاج الزراعي بنسبة 30% في المناطق المستهدفة.
يُعدُّ “تانيت” جزءًا من استراتيجية إيطاليا لدعم إفريقيا، ويُركِّزْ على الابتكار في معالجة المياه للاستخدام الزراعي، مما يُسَاعِدْ تونس على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في مواجهة الجفاف المتزايد.
