فقدت الساحة الأدبية والثقافية في تونس أحد أبرز رموزها بوفاة الشاعر والأكاديمي بلقاسم عبد اللطيف، الملقب بـ”شاعر الصحراء”، وذلك يوم الخميس 20 مارس 2025. ينحدر الراحل من منطقة دوز بالجنوب التونسي، وترك خلفه إرثًا شعريًا ومعرفيًا عميقًا، يختزل ذاكرة الصحراء ويعكس جمالها القاسي وروحها الحرة.
كان بلقاسم عبد اللطيف يُعدّ من أعمدة الشعر الشعبي في تونس، وتميز بإبداعه الذي التقط تفاصيل الحياة البدوية وجسّدها في قصائد صادقة، نابضة بالحكمة والشجن. من خلال كلماته، رسم صورة حية للصحراء وأهلها، بأسلوب حافظ على نقاء التعبير الشفهي الذي يوشك على الزوال أمام موجات التحديث المتسارعة.
نال الراحل احترام الأوساط الثقافية لالتزامه بالحفاظ على التراث الشعبي ونقله للأجيال الجديدة. فقد كان يُنظر إليه كـ”أمين على التراث الشفوي للبدو في الجنوب التونسي”، وبفضل عطائه المتواصل، استطاع أن يحيي ذاكرة جماعية بأكملها ويصونها من الاندثار.
رحيل بلقاسم عبد اللطيف يشكل خسارة كبيرة لتونس، ولعشاق الشعر الشعبي الذين وجدوا في كلماته نبض الأرض وعمق الهوية. سيبقى اسمه خالدًا في الذاكرة الثقافية، كشاعر استطاع أن يمنح الصحراء صوتًا، وأن ينقل للعالم سحرها الصامت وتقاليدها العريقة.
