أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيلتقي نظيره الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025، على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. يأتي هذا اللقاء في سياق أسبوع دبلوماسي حافل يشهد مناقشات رفيعة المستوى حول قضايا عالمية ملحة، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية والتوترات في الشرق الأوسط.
تفاصيل اللقاء
- المكان والزمان: سيعقد اللقاء الثنائي بين زيلينسكي وترامب في مدينة نيويورك، مقر الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025، خلال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة الذي يمتد من 23 إلى 29 سبتمبر. ولم يُحدد البيت الأبيض بعد الساعة الدقيقة أو الموقع المحدد داخل المقر الأممي.
- جدول أعمال ترامب: أفادت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن الرئيس ترامب سيجري، إلى جانب لقائه مع زيلينسكي، محادثات ثنائية أخرى مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الأرجنتين خافيير ميلي، وعدد من قادة الاتحاد الأوروبي. كما سيعقد ترامب في وقت لاحق من اليوم اجتماعاً متعدد الأطراف مع قادة من دول الشرق الأوسط وآسيا، بما في ذلك قطر، المملكة العربية السعودية، إندونيسيا، تركيا، باكستان، مصر، الإمارات العربية المتحدة، والأردن.
- محاور النقاش الرئيسية: من المتوقع أن تركز المحادثات بين زيلينسكي وترامب على قضايا استراتيجية تتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، وتشمل:
- العقوبات على روسيا: يسعى زيلينسكي إلى دفع الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة وقوية على موسكو، خاصة بعد تصعيد الهجمات الروسية باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ. وقد أكد زيلينسكي في تصريحات سابقة ضرورة “عدم إضاعة الوقت” في تطبيق هذه العقوبات.
- الدعم العسكري: سيبحث الرئيسان توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، حيث تطالب كييف بتعزيز الدعم العسكري، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي متقدمة لمواجهة الهجمات الروسية.
- الضمانات الأمنية: شدد زيلينسكي على أهمية الحصول على ضمانات أمنية طويلة الأمد من الدول الغربية لضمان حماية أوكرانيا من أي هجمات روسية مستقبلية في حال التوصل إلى اتفاق سلام.
- سياق دبلوماسي: يأتي اللقاء في ظل تعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مع استمرار روسيا في ضرباتها على البنية التحتية الأوكرانية وتوسيع سيطرتها على مناطق مثل دونيتسك ودنيبروبتروفسك. كما أشار زيلينسكي إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لا يريد السلام إلا إذا أُجبر عليه”، بينما أعرب ترامب عن خيبة أمله من بوتين بعد لقاء سابق في ألاسكا صيف 2025.
خلفية الجمعية العامة
- الدورة الثمانين: بدأت الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 سبتمبر 2025، ويشارك في الأسبوع رفيع المستوى حوالي 100 رئيس دولة وأكثر من 40 رئيس وزراء. ويركز الموضوع الرئيسي لهذا العام على “السلام والتنمية وحقوق الإنسان”، مع مناقشات حول قضايا مثل الحرب في أوكرانيا، الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، التغير المناخي، والأزمة الإنسانية في السودان.
- القضية الفلسطينية: ستكون القضية الفلسطينية محور نقاش بارز خلال الاجتماعات متعددة الأطراف، خاصة مع تصاعد التوترات بعد موجة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية. ومن المتوقع أن يضغط قادة دول الشرق الأوسط على ترامب لدعم جهود إنهاء الحرب في غزة ووضع تصور لمرحلة ما بعد الصراع.
- اجتماعات أخرى: إلى جانب لقاء زيلينسكي، سيشارك ترامب في مناقشات حول البرنامج النووي الإيراني، حيث تسعى طهران إلى تجنب إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن قبل 28 سبتمبر. كما يُتوقع أن يلتقي ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع، في أول مشاركة لرئيس سوري في الجمعية العامة منذ عقود.
سياق العلاقات بين زيلينسكي وترامب
- تاريخ متوتر: شهدت العلاقات بين زيلينسكي وترامب توترات سابقة، خاصة خلال لقاء فبراير 2025 في البيت الأبيض، الذي وصفته وسائل إعلام أمريكية بـ”مباراة الصراخ” بسبب نبرته التصادمية. وقد انتقد ترامب زيلينسكي علناً، متهماً إياه بإطالة أمد الحرب، بينما دعم زيلينسكي قادة أوروبيون بقوة.
- تطور العلاقة: رغم التوترات السابقة، يبدو أن اللقاء المرتقب في نيويورك يهدف إلى إعادة بناء جسور التواصل، خاصة مع إصرار زيلينسكي على تعزيز الدعم الأمريكي لأوكرانيا في مواجهة روسيا.
توقعات اللقاء
من المتوقع أن يكون اللقاء حاسماً في تحديد مسار العلاقات الأمريكية الأوكرانية، خاصة في ظل مقاربة ترامب البراغماتية التي تميل إلى التفاوض مع روسيا، بينما يتمسك زيلينسكي بضرورة الحفاظ على سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. وستكون الأنظار موجهة نحو خطاب ترامب أمام الجمعية العامة لمعرفة ما إذا كان سيعلن عن إجراءات جديدة، مثل فرض عقوبات إضافية على روسيا أو تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا.