يحقق الشرطة الإسبانية في اختفاء لوحة فنية نادرة للفنان الإسباني بابلو بيكاسو، قيمتها 600 ألف يورو، والتي تبخرت خلال عملية نقلها من العاصمة مدريد إلى مدينة غرناطة جنوبي البلاد، حيث كانت مقررة مشاركتها في معرض متخصص.
اللوحة، التي يملكها جامع فني خاص من مدريد، كانت ستشكل جزءًا أساسيًا من معرض “الطبيعة الصامتة: خلود الجامد”، الذي انطلق فعالياته في مؤسسة “كاخا غرناطة” الأسبوع الماضي. يأتي هذا الحادث كضربة لعشاق الفن، حيث أصبحت التحقيقات تجري على قدم الخط لاستعادة العمل الفني الذي يُعدّ رمزًا لإبداع بيكاسو الخالد.
بدأت القصة في 3 أكتوبر، عندما انطلقت الشاحنة المخصصة لنقل مجموعة من الأعمال الفنية المستعارة من مدريد باتجاه غرناطة. وصلت الشحنة إلى وجهتها حوالي الساعة العاشرة صباحًا، حيث تم تفريغ الحمولة وإجراء فحص أولي للقطع. لكن، كما أوضحت المؤسسة المنظمة، واجه العاملون صعوبة في إتمام جرد دقيق بسبب عدم تطابق بعض الأرقام على الأعمال المعبأة بعناية فائقة، مما سمح باختفاء اللوحة دون اكتشاف فوري.
أشارت التقارير الصحفية إلى أن الشحنة رافقها شخصان يعملان بالتناوب للحراسة، لكن هذا الترتيب لم يمنع السرقة. يُعدّ هذا الحدث الجديد في سلسلة طويلة من السرقات التي طالت أعمال بيكاسو عبر العالم، مما يثير تساؤلات حول أمن نقل الفنون الثمينة.
قصة استعادة لوحة مسروقة أخرى: من الحرب العالمية إلى الأرجنتين
في سياق مشابه، تذكر الحوادث التاريخية سرقة لوحة “بورتريه امرأة” للفنان الإيطالي جوزيبي جيسلاندي، التي اختفت خلال الحرب العالمية الثانية. وُجدت أخيرًا في أقصى الطرف الآخر من العالم، في منزل عائلي في بلدة ساحلية أرجنتينية. كانت اللوحة معلقة فوق الأريكة في غرفة المعيشة لابنة ضابط بحري كبير، وتم اكتشافها بفضل موقع وكيل عقاري يعرض المنزل للبيع. صور الديكور الداخلي كشفت عن اللوحة المسروقة بوضوح، مما أدى إلى تحقيق سريع أعادها إلى أصحابها الحقيقيين، حسب تغطية صحيفة “AD” الهولندية.
يُثير اختفاء لوحة بيكاسو مخاوف جديدة حول حماية التراث الفني، خاصة مع تزايد الاهتمام الدولي بالأعمال التي تحمل قيمة تاريخية ومالية هائلة. التحقيقات مستمرة، وسط آمال في استعادتها قريبًا لتعود إلى أضواء المعارض.