وفقًا لتقرير حديث صادر عن Grand View Research، يُقدَّر حجم سوق الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية العالمي بـ26.6 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 187.7 مليار دولار بحلول عام 2030، مسجلاً معدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 38.5% خلال الفترة من 2025 إلى 2030. يُعزى هذا النمو المتسارع إلى الطلب المتزايد على تحسين الكفاءة التشخيصية، تقديم علاجات مخصصة، وتبسيط العمليات الإدارية في القطاع الصحي.
العوامل الدافعة للنمو
تُسهم عدة عوامل في هذا التوسع الملحوظ:
- شيخوخة السكان وزيادة الأمراض المزمنة: مع ارتفاع متوسط العمر المتوقع وانتشار أمراض مثل السكري وأمراض القلب، يزداد الطلب على حلول مبتكرة للتشخيص والعلاج.
- تفجر البيانات الطبية: تنتج السجلات الصحية الإلكترونية، الصور الطبية، الأجهزة القابلة للارتداء، والتسلسل الجيني كميات هائلة من البيانات، مما يجعل الذكاء الاصطناعي أداة مثالية لتحليلها واستخلاص رؤى دقيقة.
- الدعم الحكومي والاستثمارات: تُشجع الحكومات والمستثمرون الخاصون، بما في ذلك صناديق رأس المال الجريء، على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز الابتكار في هذا المجال.
التطبيقات الرئيسية للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية
يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في القطاع الصحي من خلال التطبيقات التالية:
- تحليل الصور الطبية: يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتفسير صور التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة السينية بدقة عالية، مما يُحسن الكشف المبكر عن الأمراض.
- دعم القرارات السريرية: توفر أنظمة الذكاء الاصطناعي تحليلات تنبؤية في الوقت الفعلي لمساعدة الأطباء على اتخاذ قرارات أكثر دقة.
- الجراحة بمساعدة الروبوت: يهيمن قطاع الجراحة بمساعدة الروبوت على السوق بنسبة 13% في 2024، بفضل زيادة الاستثمارات في منصات الذكاء الاصطناعي.
- الطب الشخصي: يُسهم الذكاء الاصطناعي في تصميم علاجات مخصصة بناءً على البيانات الجينية والطبية للمرضى.
- إدارة العمليات الإدارية: يُحسن الذكاء الاصطناعي كفاءة إدارة المستشفيات، من جدولة المواعيد إلى معالجة المطالبات التأمينية.
التوزيع الإقليمي
- أمريكا الشمالية: تُهيمن على السوق بنسبة تزيد عن 54% في 2024، مدعومة بالبنية التحتية المتقدمة لتكنولوجيا المعلومات، الاستثمارات الكبيرة، والسياسات الحكومية الداعمة. الولايات المتحدة تتصدر التوقعات بنمو كبير بفضل التقدم في التعلم الآلي والمعالجة اللغوية الطبيعية.
- أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ: تشهدان نموًا سريعًا بفضل الاستثمارات الحكومية وزيادة الشركات الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي. تُعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ الأسرع نموًا بسبب كثرة السكان، التحول الرقمي، وزيادة الإنفاق على البنية التحتية الصحية.
اللاعبون الرئيسيون
يتصدر السوق عدد من الشركات الكبرى التي تُركز على تطوير حلول مبتكرة، وتشمل:
- Microsoft، IBM، Google، NVIDIA، Intel: تقود هذه الشركات تطوير تقنيات التعلم الآلي والمعالجة اللغوية الطبيعية.
- GE Healthcare، Medtronic، Oracle: تُركز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التصوير الطبي والجراحة.
- Medidata، Merck، IQVIA: تُسهم في تطوير حلول لتطوير الأدوية والتجارب السريرية. ومن الأمثلة على الابتكارات الحديثة:
- في فبراير 2024، جمعت شركة Fabric، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الصحية، 60 مليون دولار لتوسيع منصتها القائمة على الذكاء الاصطناعي للرعاية الصحية.
- في يونيو 2024، حصلت Formation Bio على 372 مليون دولار لتطوير الأدوية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
التحديات
على الرغم من النمو الواعد، تواجه السوق تحديات مثل:
- نقص الكوادر المؤهلة: قلة المتخصصين في الذكاء الاصطناعي يُعيق التوسع السريع.
- البنية التحتية: الدول الناشئة تعاني من ضعف البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.
- الخصوصية والأمان: مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات الطبية تُبطئ اعتماد الذكاء الاصطناعي في بعض المناطق.
التوقعات المستقبلية
يتوقع الخبراء أن يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا جذريًا في الرعاية الصحية، حيث سيُصبح أكثر دمجًا في النظم الطبية بحلول 2030. مع استمرار الاستثمارات والابتكارات، من المتوقع أن يُسهم الذكاء الاصطناعي في:
- خفض تكاليف الرعاية الصحية بنسبة تصل إلى 20% في بعض القطاعات.
- تحسين دقة التشخيص بنسبة 30% باستخدام تحليل الصور المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
- تسريع تطوير الأدوية، حيث قلّصت تقنيات الذكاء الاصطناعي وقت تحديد المركبات الدوائية بنسبة 70%، وفقًا لتقرير DeepMind لعام 2024.
