قام رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد بزيارة رسمية إلى الجزائر يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025، بدعوة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لحضور فعاليات معرض التجارة البينية الإفريقية (IATF 2025)، الذي يُقام في الجزائر من 4 إلى 10 سبتمبر 2025. تُعد هذه الزيارة تأكيدًا على متانة العلاقات التونسية-الجزائرية، وتعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون الثنائي والتكامل الإفريقي.
غادر سعيّد العاصمة تونس في وقت سابق من اليوم، حيث كان في وداعه رئيسة الحكومة سارة زعفراني زنزري، محافظ تونس عماد بوخريص، الأمين العام لبلدية تونس لطفي دشري، وعدد من أعضاء الديوان الرئاسي. هذا المشهد الرسمي عكس الأهمية الكبيرة التي توليها تونس لهذه الزيارة رفيعة المستوى.
يُنظم المعرض، الذي تشرف عليه البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد والاتحاد الإفريقي، أكثر من 200 عارض من 75 دولة، ومن المتوقع أن يجذب حوالي 35,000 زائر، مع توقعات بإبرام صفقات استثمارية تتجاوز 44 مليار دولار. تشارك تونس من خلال جناح وطني بمساحة 300 متر مربع، يضم حوالي 30 شركة تعمل في قطاعات الأغذية، السيارات، الأدوية، والتكنولوجيا، إلى جانب مؤسسات داعمة.
تتجاوز مشاركة تونس البعد الاقتصادي لتكتسي طابعًا هوياتيًا، حيث أكد الرئيس سعيّد مرارًا على الانتماء الإفريقي لتونس وضرورة تعزيز التعاون جنوب-جنوب القائم على التضامن والسيادة. وكان قد صرح في يوليو الماضي: “إفريقيا تزخر بثروات قادرة على ضمان رخاء شعوبها”، مشددًا على دور تونس المحوري بفضل موقعها الجغرافي وخبرتها في قطاعات مثل النسيج، الصحة، والطاقات المتجددة.
تحمل الزيارة رمزية كبيرة في العلاقات التونسية-الجزائرية، خاصة بعد زيارة سعيّد الأخيرة إلى الجزائر في نوفمبر 2024 بمناسبة الذكرى السبعين لانطلاق الثورة الجزائرية، حيث تجسدت الروابط الأخوية بين البلدين. وتعكس هذه الزيارة الجديدة إرادة مشتركة لدعم رؤية مستقبلية لإفريقيا موحدة ومزدهرة، تعتمد على الثقة والتضامن. بالنسبة لسعيّد وتبون، فإن التعاون لا يقتصر على الأرقام والصفقات، بل يرتكز على البعد الإنساني الذي يجمع الشعبين ويغذي آمال قارة أقوى وأكثر تماسكًا.