جدّد رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد تأكيده على التزام الدولة بإعادة بناء المناطق المهمّشة والمنشآت المدمّرة، وذلك خلال استقباله يوم الأربعاء 21 ماي 2025، بقصر قرطاج، الشابين وليد الجدّ من معتمدية المزونة (ولاية سيدي بوزيد) ووسام الماجدي من مدينة بنزرت، في إطار سلسلة لقاءات تجمعه بمواطنين من مختلف أنحاء البلاد.
ووفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، شدّد الرئيس على أن الدولة تتحمّل مسؤولية اجتماعية محورية، مشيرًا إلى أن الحلول التي تخرج من إرادة الشعب ومؤسساته، سيتم العمل على تطبيقها فعليًا على أرض الواقع.
الشباب في الصدارة: “سواعد الأحرار تصنع المجد”
في حديثه، أبرز سعيّد أهمية دور الشباب، مؤكدًا أن الجيل الصاعد، بما يملكه من روح وطنية عالية واستعداد للتضحية، قادر على تولي المسؤوليات الكبرى وتجاوز العراقيل التي تعيق تسيير مؤسسات الدولة. وأضاف:
“التاريخ لا يُصنع إلا بسواعد الأحرار وعقولهم، فهم من يصيغون الملاحم ويصنعون الأمجاد.”
وأكد الرئيس، من خلال فيديو نُشر على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، أن تونس تخوض اليوم “حرب تحرير وطني” شاملة، لا تُخاض فقط في المجال السياسي أو الإداري، بل تمتد إلى كل الجهات، بهدف إعادة ترميم المرافق العمومية التي شهدت تهميشًا وتدميرًا ممنهجًا لعقود طويلة.
وشدّد سعيّد على أن الزيارات الميدانية التي قام بها لمختلف المناطق ليست استعراضية، بل هدفها الاستماع المباشر لمطالب المواطنين وتفعيلها عبر قرارات عاجلة لا تكتفي بالوعود بل تنفذ على الأرض.
مقاومة الفساد والتشويه: “لا مكان للصفحات المأجورة”
في جانب آخر من كلمته، أوضح الرئيس أن معركة التغيير لا تقتصر على محاربة الفساد، بل تشمل أيضًا مواجهة شبكات خفية داخل وخارج البلاد تسعى لإرباك المسار الوطني عبر حملات تشويه على منصات التواصل الاجتماعي. وأكد أن هذه الحملات، التي وصفها بأنها “مدفوعة الأجر ومشبوهة”، لن تُثنيه عن مواصلة الإصلاحات، معتبرًا أن من يقف وراءها قد لفظهم التاريخ ولم يعد لهم مكان في مستقبل البلاد.
مشاريع حقيقية لا صور بروتوكولية
وفي سياق الحديث مع الشابين الحاضرين، كشف قيس سعيّد عن مجموعة من الإجراءات المنتظرة لفائدة ولايتي سيدي بوزيد وبنزرت، خصوصًا بعد الزيارات الميدانية الأخيرة التي أتاحت الاستماع بشكل مباشر لاحتياجات المواطنين.
وأبرز الرئيس أن الغاية من اللقاءات ليست التقاط الصور، بل تحقيق نتائج ملموسة، مشيرًا إلى أن قرارات عاجلة سيتم اتخاذها قريبًا تشمل تشغيل الشباب المعطّل وتفعيل المشاريع المجمدة، وعلى رأسها مشروع معمل السكر في بنزرت.
