ماراثون “الركض من أجل غزة”: مبادرة تضامنية تجوب تونس من الشمال إلى الجنوب

0
7
عداء تونسي يركض 540 كم دعماً لغزة عبر تونس
عداء تونسي يركض 540 كم دعماً لغزة عبر تونس

في لفتة إنسانية ملؤها الشجاعة والتضامن، أطلق العداء التونسي محمد برطلي، ابن مدينة بنزرت، تحدياً استثنائياً يتمثل في قطع أكثر من 540 كيلومتراً سيراً على الأقدام خلال عشرة أيام فقط، دون أي مرافقة. انطلق من بنزرت شمالاً متجهاً نحو “عنق الجمل” على أبواب الصحراء، عابراً الجبال والسهول والمدن، في رحلة تتجاوز حدود الرياضة لتصبح نداءً للحياة.

هدف إنساني قبل كل شيء

هذه المغامرة لم تُبنَ على فكرة تحقيق الأرقام أو كسر الحواجز، بل على وعي عميق بالمسؤولية الإنسانية. إذ يسعى العداء من خلال هذه المبادرة إلى جمع التبرعات لدعم سكان غزة، الذين يواجهون حصاراً خانقاً ومجاعة كارثية تحت عدوان متواصل. كل خطوة يخطوها برطلي تحمل رسالة كرامة ومقاومة سلمية ورفض للصمت الدولي.

وقد صرّح قبل انطلاقه قائلاً:
«أركض من أجل من لم يعد قادراً على المشي، من أجل من ينتظر إشارة، مساعدة أو حتى صوتاً».

تونس تتحرك دعماً لغزة

رحلة برطلي، الممتدة من أقصى الشمال إلى الجنوب، تحولت إلى خيط يربط الوعي الجمعي، إذ رافقتها تعبئة شعبية واسعة. فقد انخرط مواطنون وجمعيات محلية وفنانون في تنظيم نقاط دعم، وجمع التبرعات، ومتابعة مسار العداء لحظة بلحظة. وكل مدينة يمر بها تصبح محطة للتذكير بقيمة التضامن والعمل المشترك.

نداء إلى الفعل

يتجاوز هذا التحدي البعد الرياضي ليطرح سؤالاً جوهرياً: ماذا يمكن أن نفعل نحن، كلٌ من موقعه، لمواجهة الأزمة الإنسانية في غزة؟ العداء يدعو التونسيين والعالم أجمع إلى التبرع، مشاركة الرسالة، ونشر الوعي. وقد فُتح حساب بنكي مخصص لاستقبال المساهمات المالية، على أن تُوجَّه جميعها إلى منظمات إنسانية فاعلة على الأرض في غزة.

رمز حي للأمل

في عالم يزدحم بالصور والخطابات، يتحول جسد برطلي المتحرك إلى رمز صامت لكنه بالغ القوة. فهذه الرحلة ليست مجرد سباق، بل صرخة إنسانية من أجل الحياة والعدالة، ورسالة أمل تؤكد أن التضامن لا تحده مسافات ولا تحكمه حدود. الجري، أبسط أشكال الجهد الإنساني، يصبح هنا صلاةً، وعداً، وصوتاً لكل من حُرم من حقه في الحياة.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here