أعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الإثنين 15 سبتمبر 2025، أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيتوجه إلى الدوحة بعد زيارته إلى إسرائيل، في ظل التوترات الإقليمية الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية.
سياق الزيارة
تأتي زيارة روبيو إلى قطر بالتزامن مع استضافة الدوحة لقمة عربية إسلامية طارئة، عُقدت لمناقشة تداعيات الهجوم الإسرائيلي الذي وقع يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، والذي استهدف وفدًا مفاوضًا من حماس أثناء مناقشته مقترحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار في غزة قدمه الرئيس دونالد ترامب. أسفر الهجوم عن مقتل خمسة أعضاء من حماس، بما في ذلك نجل خليل الحية، القائد المفاوض، إضافة إلى ضابط أمن قطري، لكنه فشل في استهداف قادة الحركة الرئيسيين.
تصريحات روبيو
خلال زيارته إلى القدس، دعا روبيو قطر إلى مواصلة دورها “البناء” في جهود الوساطة لإنهاء الحرب في غزة، مؤكدًا في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “سنواصل تشجيع قطر على لعب دور بناء في هذا الصدد”. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدعم هزيمة حماس، وإنهاء الحرب، وإعادة الرهائن، وهي أولويات الرئيس ترامب.
الوضع في غزة
تزامنت زيارة روبيو لإسرائيل مع تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، حيث أكد مسؤولون فلسطينيون تدمير ما لا يقل عن 30 مبنى سكنيًا في مدينة غزة، ونزوح آلاف السكان. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، بلغت حصيلة الضحايا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 حوالي 64,871 شهيدًا، مع تشريد 90% من سكان القطاع البالغ عددهم حوالي مليوني نسمة.
ردود الفعل الإقليمية
أثارت الضربة الإسرائيلية في الدوحة غضبًا واسعًا في العالم العربي، حيث نددت قطر بالهجوم ووصفته بـ”الإرهاب الصهيوني”، بينما دعا رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني المجتمع الدولي إلى “التخلي عن المعايير المزدوجة” ومعاقبة إسرائيل على “جرائمها”. وأكدت قطر التزامها بدورها الوسيط رغم الهجوم، بينما حذرت دول عربية أخرى، مثل الإمارات، من أن التصعيد الإسرائيلي يهدد اتفاقيات إبراهيم للتطبيع.
أهمية الزيارة
تُعد زيارة روبيو إلى قطر خطوة دبلوماسية حساسة تهدف إلى استعادة الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج، خاصة بعد أن أثارت الضربة الإسرائيلية شكوكًا حول قدرة واشنطن على حماية حلفائها. ومن المتوقع أن يناقش روبيو في الدوحة استمرار الوساطة القطرية، إلى جانب قضايا أخرى مثل التعاون الدفاعي بين البلدين.