يستهلك الملايين حول العالم الكافيين يومياً عبر القهوة، الشاي، مشروبات الطاقة، والشوكولاتة، لما يوفره من إحساس بالنشاط والتركيز. لكن خلف هذا المنبه اليومي الشائع، تكمن حقائق صحية مهمة يجب الانتباه إليها، خصوصاً فيما يتعلق بالجرعات الآمنة والضارة.
ويوضح عالم الأحياء الدكتور أنكه إيلرز أن الكافيين بجرعات معتدلة له تأثير منشّط وإيجابي، إلا أن تناوله بكميات كبيرة قد يؤدي إلى التعرق، القلق، اضطرابات في نظم القلب، وحتى تأثيرات سلبية على نمو الجنين لدى الحوامل.
في الحالات القصوى، قد تكون الجرعات المرتفعة جداً من المكملات الغذائية التي تحتوي على الكافيين قاتلة. وبحسب القواعد العامة، فإن جرعة واحدة للبالغين تصل إلى 200 ملغ من الكافيين تعتبر آمنة، وهي تعادل تقريباً:
- فنجانين من القهوة
- علبتين من مشروب الطاقة
- أربعة أكواب من الشاي
- خمس علب من الكولا
ويمكن للبالغين تناول ما يصل إلى 400 ملغ يومياً موزعة على مدار اليوم دون مشكلات صحية، مع الإشارة إلى أن تحمّل الكافيين يختلف من شخص لآخر، فالأشخاص المعتادون على شرب القهوة قد يحتاجون إلى كميات أكبر للشعور بنفس التأثير.
ويُحذر بشكل خاص من تناول المكملات الغذائية المحتوية على الكافيين، المستخدمة أحياناً في تحسين الأداء الرياضي، إذ يجب الالتزام بالجرعات الموصى بها بدقة، لأن تجاوزها قد يسبب أعراضاً خطيرة.
ويضيف إيلرز، خبير المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر: “مسحوق الكافيين النقي يمثل خطراً كبيراً، إذ إن تركيزه مرتفع جداً لدرجة أن الميزان المنزلي لا يمكنه قياسه بدقة”. ويُعتبر تناول 0.2 غرام فقط آمناً (أي ما يعادل قرصة صغيرة)، في حين أن ملعقة صغيرة واحدة أو اثنتين قد تكون قاتلة.
بالنسبة للأطفال والمراهقين، يتم تحديد الكمية الآمنة بناءً على وزن الجسم، حيث تُعد 3 ملغ لكل كغ من الوزن يومياً مقبولة. فعلى سبيل المثال، طفل يبلغ 4 سنوات ويزن 17 كغ يمكنه استهلاك ما يقارب 50 ملغ من الكافيين بأمان، وهي تعادل تقريباً:
- شوكولاتتين ونصف بالحليب
- نصف لتر من الكولا
لكن إيلرز يشدد: “هذا ليس توصية، بل تحديد للحد الآمن فقط، خاصة وأن هذه المنتجات تحتوي أيضاً على كميات كبيرة من السكر”.
ويشير إلى أن مشروبات الطاقة تحتوي على كافيين بمعدل مشابه للقهوة (حوالي 80 ملغ في كل 250 مل)، ما يعني أن ثلاث علب فقط قد تكفي لتجاوز الحد الآمن لدى المراهقين.
ويحذّر بشدة من مزج مشروبات الطاقة بالكحول، لأن كلاهما يؤثر بشكل مباشر على القلب والأوعية الدموية، ما قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة في نظم القلب، وتفاقم الأعراض عند تناولهما معاً.
