مظاهرات حاشدة في القدس: اليهود الأرثوذكس يتحدون التجنيد الإجباري ويواجهون الشرطة

0
3
مظاهرات أرثوذكس في القدس: مطالب بإعفاء التجنيد واشتباكات مع الشرطة
مظاهرات أرثوذكس في القدس: مطالب بإعفاء التجنيد واشتباكات مع الشرطة

أعادت مظاهرة جماهيرية كبيرة في شوارع القدس إلى الواجهة التوترات الداخلية الإسرائيلية حول التجنيد الإجباري، حيث خرج آلاف اليهود المتطرفين للمطالبة بإعفاء الطوائف الدينية من الخدمة العسكرية. وقد تصاعدت الاحتجاجات إلى اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن، مما يُبرز عمق الخلاف الذي يهدد استقرار الحكومة.

الاحتجاجات المتفجرة والمطالب الدينية اندلعت المظاهرة في قلب القدس، حيث طالبت الجماهير، معظمهم من الشباب الأرثوذكس، بسن قانون يحمي الطلاب الدينيين من التجنيد، مستندين إلى نمط حياتهم التقليدي والالتزامات الدينية. يُعدُّ هذا المطلب جزءًا من صراع طويل يعود إلى عقود، حيث يُعفى المتدينون تاريخيًا من الخدمة للتركيز على الدراسة الدينية، لكن قرار المحكمة الدستورية السابق بإلغاء هذه الإعفاءات أثار موجة غضب واسعة. أكد المشاركون أن الالتزام بالتعليم الديني “أولوية إلهية”، وأن التجنيد يُهدد هويتهم الثقافية والدينية.

تصعيد يتحول إلى اشتباكات عنيفة بعد انتهاء المظاهرة السلمية، تحولت الاحتجاجات إلى مواجهات عنيفة بين مئات الشباب والشرطة الإسرائيلية، التي استخدمت قنابل صوتية ومضادات للشغب لتفريق الحشود. أفادت التقارير عن اعتقال عدة أشخاص، وسط حالة من الفوضى في الشوارع المزدحمة. هذه الاشتباكات، التي تُعدُّ الأشد منذ أشهر، تعكس الغليان الداخلي الذي يُهدد بتصعيد أكبر إذا لم تُجدِلْ الحكومة حلاً سريعًا.

القضية الحساسة وتأثيرها على السياسة الإسرائيلية تُعدُّ مسألة تجنيد الأرثوذكس المتطرفين من أكثر القضايا إثارة للجدل في السياسة الداخلية الإسرائيلية، حيث يُمثلون نحو 12% من السكان (حوالي مليون شخص). ألغت المحكمة الدستورية الإعفاءات السابقة، مما أدى إلى أزمة حكومية، لكن الحكومة فشلت في إقرار قانون جديد يوازن بين احتياجات الجيش والمجتمع الديني. يُخشى أن يؤدي هذا الخلاف إلى انهيار الائتلاف الحاكم، خاصة مع الضغط العسكري المستمر في غزة والضفة الغربية.