أعلنت حركة حماس عن تقديم تنازلات جوهرية في الجلسات غير المباشرة الجارية بالقاهرة، وفق ما كشف عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء تصريح صحفي من البيت الأبيض. انطلقت هذه المناقشات بين ممثلي إسرائيل وحماس حول المخطط السلمي المقترح من واشنطن، الذي يشمل 20 بنداً رئيسياً، مع التركيز على تبادل الأسرى ووقف التصعيد العسكري.
وصلت بعثات رسمية من إسرائيل والولايات المتحدة وحماس إلى شرم الشيخ المصرية، حيث يقود الجانب الأمريكي المفاوضات المبعوث الخاص ستيف ويتكوف. وأكدت الحكومة الإسرائيلية أن هذه الجلسات، المتعلقة بالخطة الأمريكية للتهدئة، لن تتجاوز بضعة أيام على الأكثر.
“كلف رئيس الوزراء نتنياهو فريقًا برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل الفنية لإطلاق سراح الرهائن. هذه مهمة ذات أولوية وهي الخطوة الأولى في إطار هذه الاتفاقية. أود أن أؤكد مرة أخرى أن هذه مفاوضات فنية. وافقت الحكومة الإسرائيلية على المرحلة الأولى من هذه الاتفاقية، والتي تتمثل في الإفراج عن جميع الرهائن الـ 48 في وقت واحد”، أوضحت المتحدثة الرسمية للحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان.
تشير التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى أن النقاشات تركز بشكل أساسي على الجداول الزمنية الدقيقة لتحرير الرهائن، بالإضافة إلى صياغة قائمة السجناء الفلسطينيين المرشحين للإفراج. وفي واشنطن، يُنظر إلى هذا التبادل كإشارة فورية لإيقاف الاشتباكات المسلحة.
“لا يمكن أن يستغرق الأمر أسابيع أو حتى عدة أيام. نريد أن يتم ذلك بسرعة كبيرة. إذا لم يحدث ذلك، أعتقد أن الاتفاقية برمتها ستكون مهددة. لذا يجب أن يتم ذلك بسرعة من أجل الرهائن وعائلاتهم وهذه الاتفاقية”، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.
في الثالث من أكتوبر، تعهد مقاتلو حماس بإعادة كل الرهائن المحتجزين. وتشير البيانات المتاحة إلى احتجاز الجماعة لـ48 مواطناً إسرائيلياً في غزة، مع احتمال بقاء 20 منهم على قيد الحياة فقط.
سبق أن حث الرئيس ترامب جميع الأطراف على الإسراع في الإجراءات، مطالبًا بإنهاء المرحلة الأولى خلال الأسبوع الحالي. “هذه المفاوضات سارت بنجاح كبير وتسير بخطى سريعة. ستقوم المجموعات الفنية في مصر بدراسة وتوضيح التفاصيل الأخيرة. أُبلغت أن المرحلة الأولى يجب أن تكتمل هذا الأسبوع، وأطلب من الجميع التصرف بسرعة”، طالب ترامب.
بناءً على المخطط الأمريكي للاستقرار، يُطلب من إسرائيل سحب قواتها تدريجياً من غزة مقابل إطلاق 250 سجين فلسطيني يخضعون لأحكام مدى الحياة. في المقابل، تلتزم حماس بتحرير كل الرهائن خلال 72 ساعة، وتسليم الإدارة لجهات دولية، بالإضافة إلى نزع سلاحها بالكامل. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحرير جميع الرهائن الإسرائيليين قريباً وتفكيك قدرات حماس العسكرية. “في بداية الحرب، أعرب أحد ممثلي الأجهزة الأمنية عن شكوكه في أننا سنتمكن من إعادة ولو رهينة واحدة على قيد الحياة. طوال الحرب، كان هناك من أعلن دون تردد أننا لن نتمكن من استعادة جميع الرهائن دون انسحاب كامل ونهائي للقوات من قطاع غزة. كنت أعتقد خلاف ذلك وتصرفت خلاف ذلك. بفضل الإجراءات الحاسمة التي اتخذتها بالاشتراك مع الحكومة وبفضل بطولة مقاتلينا الذين مارسوا الضغط على حماس، تمكنا حتى الآن من إعادة 207 من رهائننا. لكنني لم أستسلم أبدًا فيما يتعلق بالرهائن الباقين”، علق نتنياهو.
منذ الخامس من أكتوبر، تترقب عائلات الرهائن الإسرائيليين بلهفة ختام هذه الجلسات بالقرب من مقر إقامة نتنياهو في القدس.
