لقي ثلاثة من أفراد طاقم سفينة شحن مصرعهم، في هجوم مسلح استهدفها في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، في تصعيد جديد للهجمات التي ينفذها الحوثيون ضد حركة الملاحة في هذا الممر الحيوي.
وبحسب ما أكدته “وكالة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة” (UKMTO)، فإن السفينة “إتيرنيتي سي” التي ترفع علم ليبيريا، تعرّضت لأضرار “جسيمة” خلال الهجوم، كما فقدت القدرة على الحركة، في وقت أشارت فيه الوكالة إلى أن الهجوم لا يزال مستمراً حتى صباح اليوم الثلاثاء، حيث طوّقت السفينة زوارق صغيرة يرجّح أنها تابعة للمهاجمين.
وجاء هذا الهجوم بعد أقل من 24 ساعة من تبني الحوثيين هجوماً آخر على سفينة الشحن “ماجيك سيز” في المنطقة ذاتها، ما يُعيد إلى الواجهة المخاوف من استئناف الهجمات على السفن التجارية بعد فترة هدوء نسبي استمرت عدة أشهر.
وأفادت بعثة “أسبيدس” الأوروبية، المكلفة بتأمين الملاحة في البحر الأحمر، بأن القتلى الثلاثة هم كبير المهندسين، وموظف في غرفة المحركات، ومتدرب، كما أشارت إلى إصابة اثنين آخرين، أحدهما كهربائي روسي بُترت ساقه نتيجة الانفجار.
من جهتها، أكدت شركة الأمن البحري البريطانية “أمبري” أن سفينة الشحن المستهدفة كانت قبالة سواحل مدينة الحديدة اليمنية، وأن الهجوم يحمل بصمات “أهداف الحوثيين المعهودة”.
ويُعد هذا الهجوم هو الأول الذي يعلنه الحوثيون ضد السفن التجارية منذ مطلع عام 2025، ما يثير تساؤلات جدية حول مصير أمن الملاحة في أحد أهم الممرات البحرية في العالم، خاصةً بعد أن تراجعت وتيرة الهجمات في الأشهر الأخيرة نتيجة الضغوط الدولية والضربات الجوية التي تعرضت لها الجماعة.