في إنجاز علمي غير مسبوق، طوّر علماء من جامعة ليستر البريطانية بالتعاون مع مركز أبحاث غلين التابع لوكالة ناسا نموذجًا أوليًا لأول مولد طاقة نووية فضائي في العالم يعتمد على وقود منخفض التكلفة، مصمَّم خصيصًا لتلبية احتياجات المهمات المستقبلية في أعماق الفضاء.
مولّد نووي بديل للطاقة الشمسية
النظام الجديد يُعرف باسم المولّد الحراري الكهربائي الإشعاعي (RTG)، وهو نوع من أنظمة توليد الطاقة التي تعتمد على تحويل الحرارة الناتجة عن التحلل الإشعاعي إلى كهرباء. تقليديًا، تُستخدم مادة البلوتونيوم-238 كمصدر للطاقة الحرارية، لكنها مكلفة ونادرة.
لكن الابتكار الجديد يتمثل في استخدام العنصر النووي “أميريشيوم” (Americium) بدلًا من البلوتونيوم. هذا التطور يُعدّ ثورة في مجال الطاقة النووية الفضائية، نظرًا لتوافر الأميريشيوم وتكلفته المنخفضة نسبيًا مقارنة بالبلوتونيوم.
10 سنوات من البحث لتطوير بديل مستدام
استغرق تطوير هذا النموذج الأولي أكثر من عقد كامل من البحث والتجريب، بهدف توفير مصدر طاقة موثوق ومستدام للمركبات الفضائية التي لا يمكنها الاعتماد على الطاقة الشمسية، خاصة في البيئات المظلمة أو البعيدة جدًا عن الشمس، مثل الكواكب الخارجية أو أعماق الفضاء بين النجوم.
استخدامات مستقبلية: من القمر إلى المريخ وما بعدهما
يرى الباحثون أن هذا النوع من المولدات يمكن أن يلعب دورًا حيويًا في استكشاف القمر والمريخ، إضافة إلى دعم المهمات المستقبلية إلى الكواكب البعيدة وأجرام النظام الشمسي التي يصعب فيها الاعتماد على ضوء الشمس لتوليد الكهرباء.
وبفضل قدرته على توفير طاقة مستمرة لفترات طويلة دون الاعتماد على البيئة الخارجية، قد يصبح هذا الجهاز عنصرًا أساسيًا في دعم الحياة والأنظمة التشغيلية على السطح القمري أو خلال الإقامة طويلة الأمد على المريخ.