ناميبيا تتحدى ترامب: طرد 500 أميركي ومضاعفة رسوم التأشيرة

0
7
ناميبيا تطرد 500 أميركي وتضاعف رسوم التأشيرة ردًا على ترامب
ناميبيا تطرد 500 أميركي وتضاعف رسوم التأشيرة ردًا على ترامب

في خطوة جريئة وغير مسبوقة، أقدمت رئيسة جمهورية ناميبيا، نيتومبو ناندي-ندايتواه، على طرد 500 مواطن أميركي من البلاد، ردًا على السياسات المتشددة التي اعتمدها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تجاه المهاجرين، وخاصة الأفارقة. كما قررت مضاعفة رسوم التأشيرة على المواطنين الأميركيين، في رسالة قوية تؤكد أن الشعوب الأفريقية لم تعد تقبل بسياسات التمييز أو الهيمنة.

تأتي هذه الخطوة في وقت لا يزال فيه ترامب يروج لنفسه كأقوى رجل في العالم، غير أن الواقع أثبت محدودية سلطته خارج الحدود الأميركية. فحروبه التجارية مع الصين، ومحاولاته المثيرة للجدل للسيطرة على مناطق مثل غرينلاند وقناة بنما، وسجالاته القضائية داخل الولايات المتحدة، كلها مؤشرات على أن النفوذ السياسي لا يمنحه القدرة المطلقة التي يتوهمها.

ورغم تردد بعض الدول القوية اقتصاديًا في الرد على “صدمات ترامب”، إلا أن دولًا توصف بـ”الصغيرة” مثل ناميبيا، أظهرت أنها قادرة على مواجهة الغطرسة الأميركية بإجراءات واقعية ومباشرة.

في هذا السياق، أكدت ندايتواه أن لا أحد يدخل ناميبيا دون تأشيرة إذا لم يتمكن من دخول الولايات المتحدة من دونها، في تأكيد على مبدأ المعاملة بالمثل. ولم تكتفِ بهذه الخطوة، بل أعلنت أيضًا أن الرسوم المخصصة لتأشيرات الأميركيين ستُضاعف، كإجراء إضافي لتأكيد سيادة الدولة ورفضها للسياسات التمييزية.

وذهبت الرئيسة الناميبية أبعد من ذلك عندما أعلنت أن “أي إفريقي لا يجب أن يحتاج إلى تأشيرة لدخول ناميبيا”، داعية إلى تسهيل حرية التنقل بين المواطنين الأفارقة، كخطوة نحو تعزيز الوحدة والتكامل داخل القارة.

واعتبرت أن على الدول الإفريقية أن تتحد وتتعاون من الداخل بدل الانشغال فقط بالتحديات الخارجية. وذكّرت بتجربة كينيا التي ألغت التأشيرات أمام الأفارقة سنة 2023، معتبرة أن هذا النموذج يجب أن يُعمم في أنحاء القارة.

بهذه القرارات، وجّهت ناميبيا بقيادة أول امرأة تتولى رئاسة البلاد، رسالة واضحة مفادها أن الكرامة الوطنية لا ترتبط بحجم الدولة أو عدد سكانها، بل بإرادة سياسية ترفض الخضوع وتُؤمن بالمساواة بين الشعوب.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here