أعلن المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد في مصر أن أجهزته الرصدية سجلت اضطرابات زلزالية واضحة في مدينة الإسكندرية، ناتجة عن الزلزال العنيف الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية يوم 29 يوليو، والذي بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، ليُصنَّف ضمن أقوى الزلازل في التاريخ الحديث.
وأوضح الدكتور عمرو حمودة، مدير مركز الحد من المخاطر التابع للمعهد، أن هذا الزلزال وقع على بُعد آلاف الكيلومترات، إلا أن قوته الاستثنائية كانت كفيلة بوصول الموجات الزلزالية إلى السواحل المصرية، حيث تم رصدها عبر محطات المراقبة في الإسكندرية، مما يعكس مدى اتساع نطاق التأثيرات الناتجة عن هذه الظاهرة الجيولوجية.
أمواج تسونامي وتحذيرات علمية
وأشار حمودة إلى أن الزلزال وقع في منطقة بحرية ضحلة نسبيًا، مما تسبب في تحريك كتل ضخمة من المياه، وأدى إلى توليد أمواج تسونامي كبيرة، ما يعكس حجم الطاقة الهائلة المنبعثة من مركز الزلزال.
وأضاف أن الهزة الرئيسية سبقتها سلسلة من الاهتزازات التمهيدية نتيجة تغيّرات في الضغوط التكتونية داخل القشرة الأرضية، تلتها هزات ارتدادية راوحت قوتها بين 3 و6 درجات، وذلك تماشيًا مع قانون أوموري الذي يفسر تناقص النشاط الزلزالي تدريجيًا بعد الزلازل الكبيرة.
طمأنة رسمية… ومتابعة مستمرة
رغم تسجيل هذه الاضطرابات، أكدت الجهات المختصة في مصر عدم وجود أي خطر مباشر على السكان في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن الوضع يخضع للمراقبة الدقيقة من قبل الهيئات المعنية لرصد أي تطورات لاحقة.
ويؤكد هذا الحدث مدى الترابط الجيولوجي بين مناطق العالم، حيث يمكن أن يمتد تأثير الزلازل الكبرى إلى آلاف الكيلومترات خارج موقعها الأصلي، خصوصًا عند وقوعها في المحيطات أو المناطق الساحلية.