بعد مسيرة سلمية جمعت مئات المواطنين في شوارع غابس، توجه وزير الداخلية، صفوان بلصادق، إلى المنطقة يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، للقاء ممثلي المجتمع المدني والاستماع إلى مطالبهم المحلية. تأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد الحراك البيئي، حيث يعبر سكان الجهة عن غضبهم المتراكم منذ سنوات بسبب تصريف الفوسفوجيبسوم – النفايات السامة الناتجة عن صناعة الفوسفات – في البحر، مما أدى إلى تدهور خطير للنظام البيئي الساحلي وتأثيرات صحية واضحة على السكان.
خلال المسيرة الشعبية التي انطلقت يوم الاثنين، طالب المشاركون بتفكيك تدريجي للوحدات الملوثة التابعة للمجموعة الكيميائية التونسية (GCT)، وتنفيذ حلول تنقية حقيقية، رغم التعهدات المتكررة التي لم تُحَقَّقْ نَادِرًاْ مَا.
يبدو أن زيارة الوزير تهدف إلى احتواء الغليان الاجتماعي وإعادة فتح قنوات الحوار بين السلطات والسكان، في منطقة تجتمع فيها الغضب الشعبي مع الضائقة البيئية المزمنة. ووفقًا لمصادر محلية، شدَّد ممثلو المجتمع المدني خلال اللقاء على ضرورة التزام حكومي واضح بوقف تصريف الفوسفوجيبسوم ووضع خطة للتحول الصناعي المستدام، لاستعادة التوازن البيئي والاقتصادي في الجهة.
حتى الآن، لم تُصْدَرْ أي إعلانات رسمية بعد الزيارة، لكنها قد تُشَكِّلْ بَدَايَةْ مَرْحَلَةْ جَدِيدَةْ مِنْ الْحِوَارْ حَوْلْ مَلْفْ غَابِسْ الْبِيئِيّْ الْحَارّْ، وَالَّذِيْ يُعَدُّ مِنْ أَكْثَرْ الْقَضَايَاْ حَسَاسِيَّةْ فِيْ الْبَلَدْ.
