وفاة جيمي كارتر: الرئيس الأمريكي الأسبق يرحل عن عمر 100 سنة

0
17
جيمي كارتر

توفي الرئيس الـ39 للولايات المتحدة، جيمي كارتر، عن عمر يناهز 100 عام، تاركًا وراءه إرثًا مميزًا. ورغم أن فترة رئاسته كانت مليئة بالتحديات والإخفاقات التي أثرت على شعبيته، إلا أن مسيرته بعد الرئاسة كرست لإحلال السلام والدفاع عن حقوق الإنسان، مما جعل منه رمزًا أخلاقيًا في الوعي الأمريكي.

رئاسة بين الآمال والصعوبات
انتخب جيمي كارتر سنة 1976 في وقت كانت فيه الثقة في الطبقة السياسية متراجعة بعد فضيحة “ووترغيت”. مهندس وزارع فول سوداني من جورجيا، كسب تأييد الناس بفضل بساطته وشعاره: “ثقوا بي!”. لكن فترة حكمه لم تخلُ من أزمات كبيرة، أبرزها:

  • أزمة النفط العالمية بسبب سقوط شاه إيران، مما أدى إلى ركود اقتصادي.
  • أزمة الرهائن في طهران، التي فشل كارتر في حلها.
  • غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان، الذي ردت عليه أمريكا بمقاطعة أولمبياد موسكو.

ورغم هذه التحديات، كان النجاح الأبرز لكارتر هو اتفاقيات “كامب ديفيد” عام 1979، التي ساعد فيها على توقيع معاهدة سلام تاريخية بين مصر وإسرائيل.

حياة بعد الرئاسة مكرسة للسلام
بعد هزيمته في انتخابات 1980 أمام رونالد ريغان، عاد كارتر إلى قريته “بلينز” في جورجيا، حيث أعاد بناء حياته بعيدًا عن الأضواء. في عام 1982، أسس “مركز كارتر” في أتلانتا، منظمة تركز على تعزيز السلام، مكافحة الأمراض، والدفاع عن حقوق الإنسان.

بميزانية متواضعة وعدد محدود من الموظفين، لعب كارتر دور الوسيط في نزاعات معقدة، مثل النزاع بين الصومال وإثيوبيا أو بين الصرب والبوسنيين. كما راقب الانتخابات في دول عديدة مثل فنزويلا وهايتي.

في عام 2002، حصل على جائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهوده بعد الرئاسة. وظل منتقدًا للسياسات العدوانية، خاصة خلال حرب العراق في عهد جورج بوش الابن.

رجل المبادئ والتناقضات
كارتر، الذي نشأ في جنوب أمريكا وسط ثقافة تجمع بين العنصرية والقيم المسيحية، رفض الامتيازات التي تأتي مع منصب الرئيس السابق، مفضلًا التركيز على القضايا الإنسانية. كان نموذجًا للبساطة والنزاهة، ومصدر إلهام للعديد من الشخصيات مثل بيل غيتس ووارن بافيت الذين يسعون لإعادة جزء من ثرواتهم للمجتمع.

إرث خالد
سيبقى جيمي كارتر في الذاكرة كرئيس مثير للجدل، لكنه رئيس سابق نال الإشادة. مسيرته تبرز قدرة الإنسان على تحويل الإخفاقات إلى نجاحات، ونشر الأمل والكرامة بين الناس في مختلف أنحاء العالم.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here