أعلنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقفصة عن فتح تحقيق جنائي في ظروف وملابسات وفاة شابة تبلغ من العمر 21 عامًا، والتي فارقت الحياة يوم الثلاثاء الماضي بالمستشفى الجهوي الحسين بوزيان، بعد تدهور حالتها الصحية بشكل مفاجئ.
وقد تم تكليف فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بقفصة بمباشرة التحريات، في حين أطلق وزارة الصحة تحقيقًا إداريًا موازيًا، للنظر في حيثيات الواقعة وتحديد المسؤوليات المحتملة داخل المؤسسة الصحية.
اتهامات بالتقصير إثر فيديو صادم
وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي فيديو مؤثرًا يُظهر والد الضحية وهو يصرّح بأن المستشفى رفض استقبال ابنته التي كانت تعاني من التهاب حاد في الزائدة الدودية، بحجة عدم امتلاكها تغطية اجتماعية. كما أفاد بأن إدارة المستشفى اشترطت دفع مبلغ 67 دينارًا لتوفير الإسعافات اللازمة، وهو ما لم يتمكن من تأمينه في الوقت المناسب، ما أدى إلى تدهور حالتها ووفاتها بعد ساعات قليلة.
الفيديو أثار موجة غضب واسعة بين التونسيين، الذين اعتبروا أن ما حصل يعكس خللًا هيكليًا في المنظومة الصحية ويطرح علامات استفهام حول الحق في العلاج والكرامة الإنسانية داخل المؤسسات العمومية.
دعوات للمحاسبة
وطالبت منظمات حقوقية ونشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي بضرورة كشف الحقيقة ومحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه المأساة، سواء كان ذلك بسبب الإهمال أو مخالفة الإجراءات القانونية والإنسانية التي تضمن للمواطن حقه في الرعاية الصحية العاجلة.
في انتظار نتائج التحقيقات، تبقى هذه الحادثة شاهدًا مؤلمًا على التحديات التي تواجهها المنظومة الصحية العمومية في تونس، وضرورة إصلاحها بما يضمن العدالة الصحية للجميع دون استثناء.