أعلن ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 التزام المملكة برفع حجم الاستثمارات في الولايات المتحدة من 600 مليار دولار حاليا الى تريليون دولار كامل في السنوات القادمة، في خطوة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتدعم رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط.
جاء الإعلان خلال زيارة رسمية لواشنطن استقبله فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيا في البيت الأبيض، حيث اصطحبه في جولة داخل الأروقة التاريخية للرئاسة الأمريكية، وسط استعراض جوي مهيب لمقاتلات أمريكية من طراز F-35 وF-22 فوق سماء العاصمة، في رسالة رمزية لتعزيز التعاون الدفاعي والاقتصادي.
قال ترامب أمام الصحفيين في المكتب البيضاوي “أود أن أشكرك لأنك وافقت على استثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة. ولأنه صديقي، فقد يرفع ذلك إلى تريليون دولار… سأعمل على ذلك شخصيا”. ورد الأمير محمد بن سلمان بابتسامة “نعم، سنرفعها إلى تريليون دولار”، مؤكدا أن هذا الالتزام يشمل مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والدفاع.
يُعد هذا الرقم الأضخم في تاريخ الاستثمارات السعودية بالخارج، ويأتي بعد صفقات دفاعية كبرى أعلنت خلال الزيارة نفسها تشمل شراء مقاتلات F-35 ومنظومات دفاع جوي متقدمة، بالإضافة إلى إطار اتفاق للتعاون النووي المدني. ويربط مراقبون الإعلان بجهود المملكة لتعزيز مكانتها الاقتصادية العالمية ودعم التحول الرقمي والطاقة النظيفة داخل رؤية 2030.
وأشار خبراء اقتصاديون إلى أن هذا التريليون سيغطي استثمارات مباشرة في شركات أمريكية كبرى مثل تسلا وأمازون ومايكروسوفت، بالإضافة إلى صناديق سيادية ومشاريع بنية تحتية عملاقة، مما يخلق آلاف فرص العمل في البلدين ويعزز التبادل التجاري الذي يتجاوز حاليا 100 مليار دولار سنويا.
يأتي اللقاء في سياق تحسن ملحوظ في العلاقات السعودية الأمريكية بعد فترة من التوتر، ويؤكد على دور المملكة كشريك استراتيجي رئيسي لواشنطن في الشرق الأوسط، خاصة في ملفات الطاقة والأمن الإقليمي والاستثمار التكنولوجي.






