نظّم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، يوم الجمعة 4 أفريل 2025، تظاهرة تحت عنوان “صرخة عطش” بمناسبة اليوم العالمي للمياه، عُرض خلالها معرض صور مؤثّر في قاعة الأخبار بالعاصمة، يوثّق لمعاناة آلاف التونسيين في عدد من المناطق بسبب شح المياه وتدهور البنية التحتية المائية.
وشمل المعرض شهادات مصوّرة لمواطنين من مختلف أنحاء البلاد يروون تفاصيل رحلتهم اليومية للبحث عن الماء، مستخدمين وسائل بدائية في جلبه من مسافات بعيدة. كما عكست الشهادات معاناة الأطفال في المدارس من غياب المياه، إلى جانب الأعباء الكبيرة التي تتحملها النساء في تأمين هذه المادة الحيوية لأسرهن.
وفي تصريح إعلامي، أكدت إيناس الأبيض، منسقة قسم العدالة البيئية والمناخية بالمنتدى، أن حوالي 200 ألف تونسي لا يتوفرون على موارد مائية قارة كبقية المواطنين، مشيرة إلى أن بعض المناطق تعاني من غياب المياه في ثلثي مؤسساتها التعليمية، وهو ما ينعكس سلبًا على الحق في التعليم والصحة والعمل.
وأضافت الأبيض أن غياب العدالة المائية يُفضي بالضرورة إلى انعدام العدالة في فرص التعليم والتوظيف والعيش الكريم، معتبرة أن أزمة المياه لم تعد مسألة بيئية فحسب، بل قضية اجتماعية وحقوقية بامتياز تتطلب تدخلًا عاجلاً من الدولة وتفعيل سياسات عادلة وشاملة.
وتأتي هذه التظاهرة في وقت تتزايد فيه المخاوف من تفاقم أزمة المياه في تونس، في ظل التغيرات المناخية، وتراجع مستويات الأمطار، وضعف الاستثمار في البنية التحتية المائية، ما يجعل قضية الحق في الماء أولوية وطنية وحقوقية ملحة.
