يعود مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب (FIFEJ) في دورته الـ14، بعد انقطاع دام قرابة ست سنوات، حيث تُقام فعالياته من 8 إلى 12 أفريل 2025، بمشاركة 22 دولة، وضمن برمجة سينمائية ثرية موجهة للأطفال والشباب.
وتُفتتح هذه الدورة بفيلم وثائقي بعنوان “Matula” للمخرج عبد الله يحيى، بينما تتضمن المسابقة الرسمية 11 فيلمًا طويلًا و9 أفلام قصيرة، سيُقيّمها لجنة تحكيم دولية تضم الناقد العراقي عبد الحسين شعبان، والمخرجة الرواندية ماري-كليمنتين دوسابيجامبو، والمخرجة الفرنسية جولي كاتي، والأكاديمي المغربي عز الدين گوريران، ومدير التصوير التونسي محمد المغراوي.
مسابقة خاصة للمواهب الشابة
كما يخصص المهرجان مسابقة للأفلام القصيرة من توقيع مخرجين شبان دون سن الثلاثين، تضم 28 فيلمًا، تحت إشراف لجنة تحكيم مكونة من الممثل التونسي خالد بوزيد، والمخرج السوري مهند كلثوم، والمستشارة الثقافية مانويلا فيتر نيكوليتي عن منظمة الإيسيسكو.
برمجة متنوعة وإحياء لذكرى الشهداء
بالتعاون مع السينماتيك التونسية، تمت برمجة ثلاث أفلام موجهة للأطفال، إلى جانب عرض خاص يحمل عنوان “من الخط صفر”، يضم 22 فيلمًا قصيرًا أنجزها فنانون من قطاع غزة، ووثقوا بعدساتهم العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، من إخراج الفلسطيني رشيد مشهراوي، وتبلغ مدة العرض 100 دقيقة.
وفي إطار إحياء الذكرى 87 لأحداث 9 أفريل 1938 (عيد الشهداء)، سيُعرض فيلم “النافورة” (Ennafoura) للمخرجة سلمى بكار.
أماكن العرض والتكوين
تتوزع عروض الأفلام على أربع فضاءات:
- المسرح البلدي بسوسة
- دار الثقافة بالقلعة الصغرى
- دار الثقافة بحمام سوسة
- قاعة السينما المتنقلة “سينما تدور”
كما ينظم المهرجان ورشات تدريبية (ماستر كلاس) لفائدة السينمائيين الشبان، تشمل مجالات مثل التصوير، التمثيل أمام الكاميرا، كتابة السيناريو، وتقنيات الفيلم الوثائقي.
عودة التحدي والطموح
في ندوة صحفية، أشار مدير الدورة الجديدة أيمن الجليلي إلى أن عودة المهرجان بعد هذه الفترة الطويلة يُعد تحديًا حقيقيًا، لكنه في الوقت نفسه يمثل فرصة لإحياء المهرجان بروح جديدة. وأكد على حرص الهيئة التنظيمية على تقديم برنامج ثري ومتوازن يعكس تاريخ المهرجان ويخاطب مختلف الفئات، مع اهتمام خاص بالأشخاص ذوي الإعاقة والشباب.
وقد تأسس مهرجان FIFEJ سنة 1991، ويُعد ثالث أقدم مهرجان سينمائي في تونس، كما يُعتبر من أبرز الفعاليات السينمائية المخصصة للطفولة والشباب في العالم العربي. وبعد توقف دام منذ 2019 نتيجة جائحة كوفيد-19 وصعوبات مالية، تعود دورة 2025 بطموح كبير لإعادة إشعاع المهرجان وفرضه مجددًا في الساحة الوطنية والدولية.
